في غفلة منا، نحن المنتشين بنفحات الخزامى، وفي رمشة حظ، طار الفتيت بسرعة قادر فحط على قمة عالية من سلسلة جبال السلطة في المغرب الحبيب الغريب.. وعهدي به، أنا العائش على بساط البساطة في بني مكادة القديمة (ابنة الريف)، مجرد موظف قنطري مكلف بتفتيت المرسى: مرسى طنجة، أعني. فكان حتى كان.. حتى صار من أكبر (خدام الدولة).. وهو الذي سمعنا عنه وقرأنا بأنه حصل على بقعة أرضية في تجزئة راقية في العاصمة المحروسة بثمن الحرشة. وفي الوقت الذي كان خصومه الناقمون عليه ينتظرون نكوصه بعد الضجة الاعلامية التي افتعلتها الصحافة (المتآمرة) بخصوص تجزئة زعير، نط السي عبد الواحد الله يعطيه الصحة من طنجرة الوقت ومسك زمام أم الوزارات، وترك خلفه الأفواه الواسعة تلوك الكلام الفارغ. وها هو اليوم، سليل الريف، ينوب عن حكومة (ابن عرفة البيجيدي، بتوصيف الرميد) في معالجة ملف حراك الخزامى.: حراك الحسيمة. في الوقت الذي لاذت الحكومة المفبركة بالخلف، تنتظر مجيء "غودو" الله يجيبو على خير، إذا جاء. الحكومة فصلت وانفصلت عن دورها الأساس في تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها في هذه القضية الشائكة، ويمكن وصفها والحال هذه بأنها (حكومة انفصالية). والمحتجون في الحسيمة حتى هم (انفصاليون) لأنهم فصلوا الخوف عن مصدره، وقتلوه، وخرجوا يطالبون الحقوق والحريات والكرامة والعيش الكريم كما يفعل أي (انفصالي في بيت أهله عندما تبالغ أسرته في التمييز بينه وبين إخوانه.. شي ساكن تحت القصدير، وشي باغي يطير... الحكومة منفصلة، ونشطاء الحراك منفصلون، ووحدها الوزارة الكبيرة متصلة ومتواصلة، ضرب هنا، وقبضة هناك، وفكها يا من أوحلها... والله يعطينا عقل العقلاء. "رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ..."