أحيت مجموعة الطريقة البودشيشية القادرية؛ مساء السبت بمدينة اصيلة؛ سهرة صوفية ؛ قدمت خلالها عرضا روحانيا ينهل من تراث أعلام الصوفية بالعالم. وتم تنظيم هذه الأمسية الروحانية؛ بمبادرة من مشيخة الطريقة بالتعاون مع جماعة اصيلة؛ في إطار فعاليات ليالي رمضان. وغص فضاء قاعة الحسن الثاني للملتقيات الدولية بمدينة اصيلة؛ بجمع غفير من الجمهور الذي حج إلى هذه الحاضرة الصغيرة من العديد من المدن؛ للاستمتاع بأجواء هذه السهرة الروحانية. وارتقت الابتهالات و الأمداح المقدمة من طرف المجموعة؛ في هذه السهرة الصوفية بالمستمعين في مدارج العرفان الروحي من خلال إنشاد قصائد كبار المتصوفة من المغرب والخارج. وتفاعل الحضور بشكل كبير مع الأدعية والأناشيد الدينية التي قدمتها المجموعة، حيث كان الحضور يصدح بالتكبيرات والتهليلات في كل مرة يتم فيها تذكيرهم بالله ورسوله. كما انتقل الجميع بسلاسة من فقرة إلى أخرى، وسط أجواء من الوئام والتآزر والتفاعل. ويعتبر تفاعل الحضور وتجاوبهم الإيجابي مع الفقرات الروحانية والثقافية التي قدمتها المجموعة، هو دليل على نجاح السهرة وإيمانهم القوي بالله وبالأديان السماوية، وهو ما يؤكد دور هذه الفعاليات في إحياء التراث الروحي للمنطقة وتوثيق روابط الأخوة بين المتابعين والمحبين للطريقة البودشيشية القادرية. وتجدر الاشارة؛ الى أن الطريقة القادرية البودشيشية، زاوية صوفية ظهرت في القرن الخامس للهجرة النبوية (1009 الى 1105)، على يد الشيخ عبد القادر الجيلالي، واكتسبت لقبها الثاني "البودشيشية" نسبة إلى الشيخ علي بن محمد، الذي كان يلقب باسم "سيدي علي بودشيش"، لكونه كان يطعم الناس خلال فترة المجاعة التي شهدها المغرب، أثناء حياته، أكلة مغربية تسمى "الدشيش" (شبيهة بأكلة الكسكس)، ومقرها الأم زاوية في بلدة "مداغ"، بإقليم بركان