ما إن تطل بشائر شهر رمضان حتى يشرع أبناء الجالية الإسلامية، عموما، والمغربية، خصوصا، في التحضير للاحتفال بهذا الشهر الفضيل الذي يشكل لحظة تجمع بين الديني والإنساني، وفرصة لصلة الرحم، والتواصل والتعايش والتكافل. وتحرص الجالية المغربية بالديار الإسبانية، كغيرها من الجاليات الاسلامية، على الاحتفال بهذه المناسبة الدينية بما يليق بها كمحطة للتواصل والتعاون وتلاقح الأفكار، تنشط فيها الجوانب الاجتماعية والدينية، ويكثر فيها اللقاء بين المسلمين في المساجد. وتسهم الجمعيات الإسلامية بدورها في تنشيط ليالي المسلمين خلال هذا الشهر الفضيل في هذا البلد الايبيري، ومنها فدرالية اتحاد المساجد بإسبانيا، التي قال رئيسها، عبد العزيز المودن، إن أنشطتها تتوزع بين أداء الشعائر الدينية والإقبال على الدروس والمحاضرات. وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه إلى جانب دروس الأئمة والوعاظ الذين أوفدتهم وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية لتأطير الجالية المسلمة في الحقل الديني، تنظم ندوات ومحاضرات تطرح خلالها عدد من القضايا التي تستأثر باهتمام أفراد الجالية الإسلامية عموما والمغربية خصوصا في المجال الديني والدنيوي. وتابع السيد المودن أنه من بين الأنشطة التي تنظمها الفدرالية، أيضا، ولاسيما بمدينة فوينلابرادا في الضاحية الجنوبية للعاصمة مدريد، حلقات للوعظ والإرشاد ودروس وخطب جمعة ولقاءات تؤكد كلها على التشبث بالإيمان القوي والحفاظ على الهوية الوطنية، والخلق الحسن، والتحلى بحسن الجوار. وأشار إلى أن عمل الفدرالية يشمل جميع التراب الإسباني، ويتضمن، كذلك، تنظيم إفطارات جماعية بالمساجد، تثبت التواصل بين أبناء الجالية، وتذكرهم بالتقاليد المغربية الأصيلة، كما يدعى إليها ممثلو جمعيات المجتمع المدني المحيطة بأماكن العبادة والمؤسسات الرسمية وذلك لتقاسم أجواء هذا الشهر الفضيل مع الصائمين. وتابع أن موائد الإفطار الجماعي خلال شهر رمضان، التي تكلف الفدرالية ما بين 20 و22 ألف أورو، تجمع رجالا ونساء وأطفالا في أجواء روحانية وحميمية بعد كل صلاة مغرب مما يقرب بين أفراد الجالية، ويقوي التواصل والتعاون والترابط فيما بينهم، فضلا عن كونها تشكل ملاذا لكثيرين يعيشون ظروفا صعبة. كما أن شهر رمضان، يقول السيد المودن، يشكل محطة للتكافل، ومناسبة لتمويل صناديق المساجد والمشاريع التي تشرف عليها، وتنظيم أيام المساجد المفتوحة بمختلف أماكن العبادة التابعة للفدرالية، تفتح خلالها أبوابها أمام جميع الزوار للإطلاع على ما تقوم به من أدوار، والإجابة على أسئلتهم حول تدين الجالية. وخلص إلى أن شهر رمضان الأبرك يشكل، أيضا، مناسبة للتواصل مع ممثلي الجمعيات في مناطق تواجد هذه المساجد، والمؤسسات الرسمية، لإطلاعهم على خصوصيات شهر رمضان، وإشراكهم في احتفالية المسلمين بهذا الشهر الفضيل. يتقاسمها الجانبان في إطار التواصل مع المجتمع المدني في بلد الاستقبال إسبانيا. ويعيش مسلمو إسبانيا، بوابة الإسلام في أوربا والتعايش والتعاون والحوار، أجواء تضاهي نظيراتها في بلدانهم الأصلية، إذ تحرص الجالية المغربية، في إطار روح الانفتاح، على تعريف المسلمين وغير المسلمين بعادات وتقاليد المغرب في هذا الشهر الفضيل.