خرج آلاف المتظاهرين بمدينة الحسيمة في مسيرة حاشدة، مساء اليوم الخميس؛ للمطالبة ب"رفع التهميش". وهو الشكل الاحتجاجي الذي وازاه إضراب عام أغلقت خلاله العديد من المتاجر والمقاهي أبوابها، في ظل إنزال أمني كثيف بمختلف مناطق الإقليم وجاءت المسيرة، وقبلها الإضراب، تلبية لدعوة من قبل نشطاء ما يسمى "الحراك الشعبي بالريف"؛ للمطالبة ب"التنمية ورفع التهميش، والاستجابة لمطالبهم الاجتماعية والاقتصادية"، دون تسجيل أي مناوشات مع القوات العمومية التي ظل أفرادها مرابطين في حالة تأهب بعيدا عن المتظاهرين، باستثناء عناصر قليلة من الأمنيين بالزي المدني. ورفع المتظاهرون بالحسيمة شعارات تنادي بسلمية المسيرة والتظاهر، وتطالب بتحقيق "مطالب العيش الكريم". ورددوا هتافات من قبيل "لماذا أتينا ولماذا نحتج؟؟ الكرامة هي ما نريد..العدالة هي ما نريد.." معبرين عن رفضهم لما أسموه "عسكرة" المنطقة والانتشار الكثيف لقوات الامن في المدينة وحولها حيث وصلت تعزيزات كبيرة في الايام الاخيرة. كما رفع بعض الشبان من المتظاهرين، رايات امازيغية ويهتفون "يعيش الريف" و"كلنا زفزافي" في اشارة الى ناصر زفزافي الذي يقود الحركة الاحتجاجية. وقال قائد الحراك بإقليم الريف، ناصر الزفزافي في كلمة له أمام المتظاهرين بالمسيرة "نحن مستعدون للعودة إلى بيوتنا والتوقف عن الاحتجاج بمجرد تلبية مطالب الجماهير الاجتماعية، واتخاذ إجراءات حقيقية لرفع التهميش والظلم". وعبرت الحكومة، في وقت سابق اليوم ، عن "تفهمها" لما وصفته ب"المطالب المشروعة" لسكان الريف. وقال مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة، في بيان للحكومة تلاه في مؤتمر صحفي، عقب اجتماع مجلس الحكومة، بالعاصمة الرباط، "تؤكد الحكومة على تفهمها للمطالب المشروعة لعموم الساكنة بالمنطقة". وحذرت الحكومة من "بعض التصرفات" التي قالت إنها "تسعى الى خلق حالة من الاحتقان السياسي والاجتماعي بالمنطقة، بالرغم من مبادرات الحوار التي تقودها السلطات العمومية وبعض الهيئات السياسية وحملات التحسيس بأهمية المشاريع التنموية المبرمجة في المنطقة." وتعيش مدينة الحسيمة وبعض مدن وقرى الإقليم المذكور، على وقع احتجاجات ومظاهرات منذ أكتوبر الماضي، بعد وفاة تاجر السمك0 محسن فكري، الذي قتل طحنا داخل شاحنة لجمع القمامة، خلال محاولته الاعتصام بها، لمنع السلطات المحلية والأمنية من مصادرة بضاعته.