كما كان متوقعا؛ أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق، الاثنين الماضي، في الاختلالات التي شهدتها العملية. ووجه الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء؛ تعليماته بالاستماع لجميع المسؤولين المشتبه في تورطهم في هذه الاختلالات، حيث دخلت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على الخط وشرعت بالفعل في الاستماع لكافة الأطراف الذين وردت أسماءهم في هذا الملف. ويوجد اسم النائب البرلماني التجمعي محمد الحيداوي، رئيس نادي أولمبيك أسفي، على رأس لائحة الأسماء، حيث رجحت المصادر الاستماع إليه، لا سيما بعد التسجيل الصوتي المسرب، الذي يوثق مفاوضته لأحد المغاربة للحصول على تذكرتين مقابل مبلغ 12 ألف درهما. وسبق لرجل الأعمال، رئيس نادي أولمبيك أسفي، أن أقر بصحة التسجيل الصوتي المنسوب إليه، رغم تأكيده بأنه تم اجتزاء كلامه عن السياق الذي ورد به. وعمت حالة من الغضب مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي بعد تسريب المقطع الصوتي إذ اعتبرت ما قام به رئيس الفريق المغربي "سلوكا مشينا يتاجر به في حب الجماهير لمنتخب بلادها" في وقت تحصل على التذاكر بشكل مجاني من الجامعة الملكية لكرة القدم. ورأت فئة من الجماهير الغاضبة أن ما تضمنه التسجيل الصوتي يخدش صورة جامعة الكرة ومسؤوليها، في وقت عانت الجماهير المغربية التي تجشمت عناء السفر إلى قطر لدعم "الأسود" الأمرّين من أجل الحصول على تذاكر مباراة المغرب وفرنسا، في وقت لم تنجح فئة كبيرة من الحصول على تذاكر المواجهة. وطالبت رئيس الجامعة، فوزي لقجع، بفتح تحقيق في النازلة لمحاسبة المتورطين في بيع تذاكر مباريات المنتخب المغربي. وجاء تسريب التسجيل الصوتي بعد رد العضو الجامعي، محمد بودريقة، على الاتهامات الموجهة إليه بسبب تذاكر مباراة المنتخب المغربي ضد فرنسا لحساب نصف نهائي كأس العالم "قطر2022′′، مؤكدا أن توزيع التذاكر تم تحت إشراف السلطات القطرية ومسؤولي السفارة المغربية. وقرر المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إحالة المعني بالأمر على أنظار اللجنة الجهوية للتأديب والتحكيم بجهة مراكش أسفي، عملا بأحكام المادة 32 من النظام الأساسي للحزب، للنظر في المنسوب له، إثر تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتسجيل صوتي مضمونه بيع تذاكر لحضور مباراة في كرة القدم، وذلك نظرا لما لهذا السلوك في حالة ثبوته من إساءة للصورة الباهرة التي بصم عليها منتخبنا الوطني، وحتى يتمكن الحزب من الإحاطة بكل المعطيات المتعلقة بهذا الملف وترتيب كل الجزاءات. وشهدت عملية توزيع التذاكر فوضى كبيرة، وذلك بعد اختفاء التذاكر المخصصة للمغاربة، حيث وجد مئات المغاربة الذين التحقوا بقطر أنفسهم محرومين من متابعة المباراة، قبل أن تقوم شركة "لارام" هي الأخرى بإيقاف باقي الرحلات المبرمجة ما أثار استياء المواطنين المغاربة، ووجه انتقادات لجامعة الكرة.