كلمة "المستحيل" هذه حطمت أحلاما، أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ممكنة، إنها كلمة بمثابة السيف الحاد، يرددها أولئك المتشائمين الذين لا يجيدون في حياتهم غير البكاء والنحيب، والوقوف خلف أبواب موصدة أغلقت في وجوههم، وإطالة التفكير في ماض قد مر وانقضى، ينثرونها هنا وهناك لزراعة أشواك اليأس والتشاؤم، في طرقات أولئك الطموحين الذين رسموا مخططات لأهدافهم، ووضعوا سطورا جلية تحتها، وقرروا المضي قدما صوب ذاك الأمل المنشود. فإن كنت شخصا ذا طموحات عالية، حاول جاهدا أن تتخلص من أولئك الذين يحاولون اقناعك بأن ما تسعى لتحقيقه مستحيلا، أو بالأحرى لا يتماشى مع إمكانياتك. لا تقتنع بتفاهاتهم فلكل منا نظرته للحياة، تختلف تماما عن نظرة الآخر، ومن يقول أن الواقع يمشي عكس طموحاته، فهو شخص غير متزن، لأن طموحاتنا نحن من نسير معها جنبا لجنب، قصد تحقيقها والرقي بها، ولا دخل للواقع في ذلك، إذن اجعل كلامهم يدخل من إحدى أذنيك ليهم خارجا عبر الأذن الأخرى، قم بطرده بما أوتيت من قوة ولا تسمح له بالمكوث هناك فربما سيعبث بأفكارك. ولإن تحاول مرات عديدة فتفشل، ثم تنهض وتعيد المحاولة، خير لك من أن تقبع في ذاك الكهف، تندب حظوظك وتفتقد من حين لأخر تحقيقك لما كنت تسعى لبلوغه، وستؤكد لك الأيام أن ما ظننته يوما فشلا ذريعا لا يمكنك تخطيه، لم يكن سوى مفتاحا لأبواب تلك الأهداف المرجوة. تقدم نحو النجاح خطوة، خطوة، كطفل يتعلم المشي شيئا فشيئا، وستندهش من نمو أهدافك أمام عينيك، إياك أن تخشى الفشل وإن كنت من أولئك الذين لا يستطيعون التغلب على مخاوفهم، فإنك ستظل مكانك ولن تحقق حتى ما كنت تراه يوما ممكنا، فلتحذو حذو أولئك الذين تحلوا بالشجاعة والصبر، أولئك القادرون على الإرتفاع فوق كل شيء يدعوهم إلى الإحباط والإستسلام والتخلي عن أهدافهم. ونصيحتي الأولى والأخيرة، تخلص من المحبطين الذين يحيطون بك، ويملؤون أرجاء حياتك بؤسا وضجيجا، ترفع بنفسك عنهم، حلق بعيدا واتركهم يتربصون خطواتك دون أن يتمكنوا من المساس بأفكارك النيرة وطموحاتك الجميلة. حرر نفسك من سجن أفكارهم السخيفة، ولتكن قدوة لمن حولك، فما النجاح إلا سلما لا تستطيع تسلقه إلا برغبة كابحة لكل العراقيل، وإرادة قوية تمكنك من تخطي شتى المعيقات التي تعترض سبيلك، ولا تنسى في طريقك نحو أهدافك أن تتوكل على ربك أولا وأخيرا.