أصدر المكتب المسير للاتحاد الرياضي لطنجة لكرة القدم مساء يوم 16/4/17 بلاغا مفاجئا ، يعلن فيه عن قرار فسخ عقد المدرب عبد الحق بنشيخة " بالتراضي " . و لئن كان قرار المناداة أو الاستغناء عن مدرب من مهام المكتب المسير للأندية الرياضية ، فإننا كمتتبعين و معنيين بالشأن الرياضي الوطني و المحلي ، من حقنا أن نحاول " فهم " حيثيات و أبعاد هذا الحدث غير المنتظر ، خاصة و أن مقابلات قليلة تفصلنا عن نهاية البطولة الاحترافية الراهنة ! و ما من شك في أن نجاح أي تجربة رياضية عالميا ، تحتاج إلى مجموعة من المكونات المتفاعلة و المنسجمة ، و الهادفة إلى السهر على الترجمة الفعلية للبرامج المتفق عليها ، و الانكباب العقلاني و العلمي على الاستراتيجيات القريبة و البعيدة المدى ، قصد الارتقاء بالأداء الفني ، و بلورة الإنجاز الرياضي المنتظر ، غير أن كل ذلك يستدعى قدرا كبيرا من الاستقرار و الجدية و الانضباط .. و لعل من أهم هذه المكونات الأساسية الإدارة الفنية . فما هي " الأخطاء " أو المواعيد التي فشل فيها السيد عبد الحق بنشيخة ، و كانت سببا مباشرا خلف هذا الإعفاء ؟ يعتبر فارس البوغاز وافدا جديدا على البطولة المغربية الاحترافية ، إذ لم يُمضِ في القسم الوطني الأول سوى موسم و نصف ، بعد أن كان يعاني الأمرين في " عالم الظلمات " ، و على الرغم من قصر هذه المدة ، إلا أنه تمكن من التوقيع على أداء فني غير مسبوق ، إذ استطاع في السنة الماضية أن يحصل على الرتبة الثالثة ، و تفوق نتيجة وأداء على أندية مغربية عريقة ، و صاحبة سجل تاريخي حافل بالألقاب الوطنية و الدولية ، كما أنه يواصل حاليا منافسته على البوديوم حسب إمكانياته المادية و الموضوعية . صحيح أن إقصاء النادي من كأس العرش على يد المغرب الفاسي و أمام أزيد من 45 ألفا من المشجعين كان قاصيا جدا ، غير أن خروجه من المنافسة الإفريقية لا يشكل انتكاسة ، خاصة و أن فريق حوريا كوناكري يعد من أبرز النوادي الكروية على الصعيد الإفريقي ، تبقى بعض الملاحظات على عدد من التعاقدات التي قام بها الاتحاد بطلب من السيد بنشيخة ، و التي لم تكن موفقة ، بالإضافة إلى المبالغة في انتهاج الأسلوب الدفاعي ، و عدم القدرة على الحفاظ نتيجة الفوز في أكثر من مقابلة .. إلا أن ذلك لا يُسَوِّغ هذا القرار المتسرع و غير المفهوم ، و في هذه المرحلة العصيبة من عمر البطولة . و الواقع أن المكتب المسير كان في غنى عن هكذا قرار غير المدروس ، و الذي قد تكون له نتائج غير مرضية ، و تطيح بأحلام أفضل جمهور مغربي على الإطلاق ، اللهم إذا كانت هناك دواعي أخرى وراء هذا الإعفاء غير المهني ، لا يطلع عليه " إلا الراسخون في العلم "