أثارت عملية اجتثاث أشجار من أرصفة شوارع رئيسية في طنجة وتعويضها بأخرى، نقاشا واسعا في اوساط الرأي العام المحلي بالمدينة، حيث ذهب العديد من المتتبعين إلى اتهام السلطات المحلية بتبذير المال العام، ويؤكد ما سبق لفعاليات المدينة أن نبهت منه سابقا بخصوص ضرورة احترام البيئة الطبيعية المحلية. مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، ذكر أن نشطاءه رصدوا ليلة السبت الأحد الماضية، حركة استثنائية لعشرات العمال على مستوى شارع محمد الخامس، تتجلى في اجتثاث عشرات الأشجار التي سبق و أن غرسها في وقت سابق من سنة 2016. وأوضح المرصد في منشور بثه على صفحته الرسمية بموقع "الفيسبوك"، أنه "تم استبدال تلك الأشجار الذابلة بأشجار مشابهة تماما لإعطاء الانطباع بأن الامر يتعلق بنفس الأشجار و كأنها أورقت ذات ليلة من ليالي الربيع الدافئة.". واعتبر المصدر الجمعوي، أن "هذا الإجراء الليلي المختلس يعيد تذكيرنا بما سبق للمرصد أن عبر عنه في وقت سابق، و الذي يقوم على ضرورة احترام الخصوصية الطبيعية و البيئية و الجمالية و المعمارية لمدينة طنجة.". وطالب المرصد في هذا الإطار، بضرورة تحديد المسؤوليات عن غرس عشرات الأشجار الميتة و التي لم تورق بعد تعاقب فصول السنة كاملة، متسائلا دور الولاية و الجماعة و بقية المصالح في هذا التخبط التعميري و التبذير المالي. كما تساءل منشور ذات الهيئة الجمعوية، عن كلفة الصفقتين القديمة والجديدة لغرس أشجار بطريقة لا تراعي أدنى حد للشفافية و الحكامة الحيدة، على حد تعبير المصدر. وفي ما لم يصدر أي بيان أو توضيح من طرف السلطات المحلية أو الجماعة الحضرية، حول هذا الموضوع، كشف مصدر خاص من ولاية طنجة، أن عملية استبدال هذه الأشجار تشكل إجراء عاديا. موضحا أن المسؤولية عن النتيجة المسجلة والمتمثلة في ذبول الأشجار، تقع على عاتق الشركة المكلفة بهذه الأشغال. وأضاف المصدر في تصريح لجريدة طنجة 24 الرقمية، مع عدم الرغبة في تسمية هويته لكونه غير مخول له الحديث لوسائل الإعلام، أن الاتفاقية الخاصة بصفقة تزيين شوارع المدينة بالأشجار، يجعل الشركة مسؤولة عن أي نتيجة ليست في المستوى، وبالتالي فإن من واجبها استبدال هذه الأشجار بأخرى مناسبة للبيئة المحلية مع تحملها كافة الصوائر الناجمة عن هذا الإجراء. مشيرا إلى أن الأشغال لم تنتهي بعد ولم تتم بعد إجراءات التسليم.