المعتمد بن عباد هو اسم مشهور لأشهر ملك أندلسي حكم الاندلس زمن ملوك الطوائف، تولى حكم اشبيلية في سنة 1069م وهو ابن الثلاثين، وقاد بدهائه إلى توسيع نطاق حكمه بضم قرطبة وبلنسيا ومورسيا، فصار هو أقوى ملك في الاندلس، ودولة بني عباد أقوى مملكة في عصر مماليك الطوائف. تميز هذا الملك عن باقي ملوك الطوائف بالاندلس بتحويله مدينة اشبيلية إلى أعظم مدينة في عصره، مدينة ازدهرت بالبناء والزخرفة، والأدهى من ذلك كله، تحولت إلى مدينة للثقافة والشعر بامتياز نظرا لاهتمام المعتمد بالثقافة والشعر، لدرجة أنه اشتهر بشعره أكثر مما اشتهر بكونه حاكما. ولكن كما قال الشاعر يوما، لكل شيء اذا ما تم نقصان، فالمعتمد بن عباد انتهى أسيرا لدى المرابطين سنة1091م بعدما خلعه يوسف بن تاشفين عن حكمه، وقام زعيم المرابطين بضم الاندلس إلى امبراطوريته القوية التي أوقفت زحف القشتاليين المسيحيين على الاندلس. تم نقل المعتمد ابن عباد إلى المغرب أسيرا، وكانت أول محطة وضع فيها المعتمد رجليه برفقة أسرته، هي طنجة، التي مكث فيها فترة مهمة من الزمن قبل أن يتم ترحيله إلى مراكش وبالضبط إلى أغمات التي ظل بها أسيرا إلى أن وافته المنية بعد أربع سنوات فقط من انهاء حكمه. وتروى عن مكوثه في طنجة قصة تاريخية تداولها المؤرخون، وقبلهم تداولها المعتمد بن عباد نفسه في شعره، الشعر الذي كان إحدى الميزات التي اشتهر بها هذا الحاكم المتفرد، حتى كان مضرب المثل في اقراض الشعر، ومضرب المثل في السخاء على الشعراء، إذ كان يغدق عليهم بالمال الكثير أيام حكمه في اشبيلية. عندما نزل المعتمد بطنجة، كانت شهرته بلغت الآفاق كحاكم لا يرد شاعرا خائبا، فبدأ يتوافد عليه بعض شعراء طنجة والمغرب من أجل القاء عليه بعض قصائدهم بهدف الحصول على بعض الاموال، لكنه كان في حالة أسر وضاع ملكه وأمواله، فلم يكن قادرا على ارضاء الجميع. ونظرا لحاله وما أصبح عليه المعتمد بن عباد من فاقة وحاجة، كتب قصيدة يرد بها على الشعراء المتوافدين عليه، مستغربا عدم درايتهم بحاله الجديد، وكأنه يقول لهم إن المعتمد بن عباد الذي كان يغدق العطايا على الشعراء في اشبيلية، ما هو إلا اسير اليوم لا يستطيع منح شيء فكتب قائلا: شعراء طنجة كلهم والمغرب +++ ذهبوا من الإغراب أبعد مذهب سألوا العسير من الأسير وإنه +++ بسؤالهم لأحق منهم فاعجب لولا الحياء وعزة لخيمة +++ طي الحشا ساواهم في المطلب قد كان إن سئل الندى يجزل وإن +++ نادى الصريخ بابه إركب يركب