بخطوات واثقة، تشق سلمى الشنواني، مسارا فنيا متميزا في مجال الموسيقى الروحية، لتؤشر بذلك على مشوار فني واعد، بعدما تألقت في محطات عديدة رفقة فنانين كبار من داخل مدينة طنجة - مسقط رأسها- وخارجها. البداية الفنية لهذه الشابة الطنجاوية ذات السابعة عشر ربيعا، كانت من خلال زياراتها لمجموعة من الزوايا بطنجة، على رأسها الزاوية الصديقية، وزاوية الحاج مسعود، وزاوية الفقي البقالي، حيث كان والدها يحرص على اصطحابها إلى هناك، ليتسلل إلى قلبها حب المديح والسماع بعدما حضت بمجالسة كبار المادحين والمنشدين. وسط هذا الجو الروحاني، نمت القريحة الفنية لسلمى الشنواني، بفضل التشجيعات التي لاقتها من كبار المادحين والمنشدين، وعلى رأسهم العلامة الراحل الفقي البقالي وشيخ الطريقة الحراقية بتطوان، لتبدأ جديا في التفكير بالمضي قدما في هذا المجال الانشادي الذي يطرب السامعين. التحقت في البداية بمجموعة من الجمعيات الانشادية، منها جمعية ابناء زرياب حيث بدأت بإبراز مؤهلاتها الفنية على صعيد مدينة طنجة، ثم انتقلت إلى جمعية أريج التي يترأسها الفنان لطفي الخمال، قبل أن تلتحق بالجمعية المغربية للموسيقى الروحية والاندلسية التي يترأسها الفنان محمد العروسي. التحاق سلمى الشنواني بالجمعيات الانشادية لإبراز مواهبها، خول لها المشاركة في عدة تظاهرات فنية كبيرة، كنسائم الاندلس والمجموعة المغربية الكبرى التي ضمت اشهر المديحين منهم الرباحي وسعيد التمسماني والصويري، وشاركت أيضا في مجموعة من المهرجانات خارج طنجة وخارج المغرب في كل من رومانيا وبلجيكا. كما أنها سبق أن قامت بالمشاركة في مسابقة بلبنان وفازت في مراحل الإقصائيات ووصلت الى النهائيات، إلا أنها انسحبت لعدم رضاها على مجموعة من الشروط التي فرضت عليها، رغم اقدام لجنة فنية بلبنان على محاولة اقناعها بالعدول عن قرار الانسحاب إلا انها لم توافق على المواصلة. هذا وتبق سلمى الشنواني شابة طموحة من أسرة محافظة بمدينة طنجة شاركت مند صغرها في عدة مسابقات لحفظ وتجويد القران التي نظمتها النيابة وكذلك مجموعة من الجمعيات الثقافية وقد حصلت على مجموعة من الجوائز، وهي تطمح اليوم أن تحمل مشعل فن المديح والسماع وأتكون سفيرة لهذا الفن في المستقبل وأن تتمم دراستها في هذا الميدان لإبراز مؤهلاتها بشكل أكبر.