يقال أن أعظم خيانة هي خيانة الوطن، لكن بالنسبة لحواء أقسى خيانة وأعظمها هي خيانة الزوج أو الحبيب، لأنها تعتبر خيانة لميثاق الحب حيث يبقى هما وخوفا يطاردها دائما، ويصبح في معظم الرجال في نظرها متهمون، ولو اجتمعت مياه الأرض عذبها ومالحها فلن تغسل قناعات المرأة عن خيانة الرجل، ولو اجتمع حتى محامو العالم وقضاته فلن يبرئوا رجلا واحدا عندها . من يلومها وهي تعرف أن أقوى الرجال أضعفهم أمام الجمال؟ من يلومها وهي تعرف كيف السقوط في شباك النساء؟ ومن يلومها والرجال عطاش لا يرتوون وجياع لا يشبعون، لأن مجتمعنا العربي والذكوري يبيح للرجل كل شئ بما فيه فعل الخيانة، ويعتبر المرأة اساس العهر والرذيلة وسبب الفساد، وتلام فيه الأنثى أكثر من مقترف الخطيئة! فمتى كان العهر شأنا نسائيا؟ لم نسمع قط بامرأة تمارس العهر دون رجل، ذاك الذي يبحت عن مكان يفرغ فيه مكبوتاته ثم يذهب صباحا الى زوجته مكشرا غاضبا، متظاهرا بالتعب وبليلة بيضاء في العمل . لماذا نلتمس دائما الاعذار للرجال بينما لا تغفر للنساء زلاتهن وإن كانت صغيرة؟ لماذا تتهم المرأة بالتقصير في حق زوجها عند وقوع فعل الخيانة؟ تخيلوا المرأة في نفس الموقف هل سيلتمسون لها نفس الأعذار، ستكونون من الكاذبين إذا اجبتم بنعم. وما يحز في خاطري هو استمرار علاقة زواج بهذا الشكل، الرجل يفرغ مكبوتاته خارجا، و المرأة تكبح رغباتها إلى أجل مسمى بمزاجية زوجها “العاهر”، ثم حينما تكشفه يقولون لها “اصبري، نتيا غير ولية”، أي ميثاق شريف هذا! وأي منطق مجنون؟ إنه لا داعي لصبرك أختي فالله لم يحلل الطلاق لكي تبقي محتقرة! أمقت العهر كثيرا حد التقيئ، سواء مورس من قبل نساء أو رجال،حقا أمقتهم حد التقيء، وأمقت ذاك الذي يشتري اللذة بالمال، أمقت تلك التي تبيع نفسها مقابل ثمن، وأمقت فكرة أن يكون أصلا للإنسان ثمن، وأشفق بقوة على هذا المجتمع الذي يشفق على المرأة و لا يرحمها ويسيد الرجل و لا يحاسبه .