هذا السؤال المطروح أعلاه في العنوان قد يبدو غريبا للكثيرين ، فبحكم التعود أصبح من الصعب أو حتى من المستحيل أن نصدق أنه يمكن لوطن أن يكون بدون حكومة ، تسير شؤونه ، ولن أتطرق هنا لتجارب دول وإمبراطوريات حكمها أفراد وليس حكومات في التاريخ البشري ، وكانت ناجحة لأن السياق الحالي لا يقبل ذالك لعدم توفر عناصر التشابه ، فنحن نتحدث عن دول عصرية هنا ، ولكن سأدرج هنا مثالين لوطنين هما لبنان وإسبانيا، زرتهما وهما بدون حكومة أو بدون رأس للدولة ، وزرتهما وقد تغير حالهما وأصبح لهما حكومة ورئيس ، وقارنت مابين الوضعيتين ولم أحس بأي فارق ، قد يقال شتان مابين الزائر و المواطن ، صحيح ، لكن هل يحس المواطن المغربي حاليا بأهمية وضرورة ملحة لوجود حكومة ، لا أعتقد وجازما بذالك. الأمر لا يتعلق هنا بدعوة لإلغاء الحكومة وعدم تشكيلها ، ليس كذالك البتة ، بل هي مجرد تساؤلات حول ضرورة وأهمية وجود حكومة في ظل وجود جهاز تنفيذي قوي قادر على تدبير أمور البلاد والعباد ، قد يجيب البعض أن الحكومة من ضرورات الديمقراطية ، فهل يعني هذا أنه ليس كافيا أن يكون لدينا برلمان منتخب ديمقراطيا يحاسب الجهاز التنفيذي ويقر الميزانيات ويشرع القوانين لكي تكون عندنا ديمقراطية ... يبدو أنكم تهتم معي وهناك من سيقول هذا كلام شعبوي لا يليق بصحافي أن يكتبه أو يناقشه حتى وإن كان هذا وجهة نظر شائعة لدى المواطن ويكاد يقتنع بها ويكفي أن تلقوا نظرة على مواقع التواصل الاجتماعي وما يقوله المغاربة بخصوص البلوكاج الحكومي . الحكومة هل هي ضرورية أم لا ؟؛ الجواب هو أن الأمر يعود إلى إحساس المواطن بأهمية وجودها من عدمه وأنها تمثل اختياراته في الصندوق الانتخابي وهذا لا ينطبق في شيء على حكومتنا العتيدة المبحوث عنها في جبل من القش كإبرة وهو ما يجعل هذا السؤال عن ضرورة هذه الحكومة مشروعا ويحق للمواطن المغربي أن يطرحه وخاصة وأن الحكومات (الديمقراطية ) التي تعاقبت عليه لم ترتبط في ذهنه إلا بسوء التدبير والفضائح و لعلى عسر ولادة الحكومة الحالية يكون فأل خير على المواطن والوطن المتعسر والمتعثر.