بعد النتائج المشرفة للأندية الكروية المغربية في النزالات الإفريقية ، ممثلة في الفوز العريض للمغرب الفاسي أمام كارا برازافيل الكونغولي بثلاثية نظيفة ، في إطار ذهاب الدور التمهيدي لكأس الكونفدرالية الإفريقية ، و التعادل الإيجابي و المقنع للفتح الرباطي أمام يوهانسون السيراليوني ، و الانتصار المثير للاتحاد الرياضي لطنجة أمام مضيفه الجمارك نيامي للنيجير ، تتجه الأنظار الرياضية المهتمة بالشأن الكروي الوطني و الإفريقي إلى مقابلات الإياب و ما قد تحمله من نتائج سارة للمنجز الرياضي المغربي غير أن المقابلة التي ستحظى بالاهتمام و التتبع الكبيرين هي تلك التي ستقام بملعب ابن بطوطة الكبير بطنجة ، ليس تقليلا من وزن اللقاءين الآخرين ، وإنما فقط لأن فارس البوغاز سيستقبل خصمه الجمارك في مشهد احتفالي يندر أن نرى مثله في باقي الميادين الكروية الوطنية ، بفضل الأعداد الغفيرة من المساندين المتعطشين إلى المدرجات ، و المصرين على التشجيع ، و الوقوف إلى جانب ناديهم الذي وقع على أداء فني و رجولي ، في أول موقعة كروية إفريقية في تاريخ مدينة طنجة . و لئن كانت نتيجة الذهاب سارة جدا إلا أنها لا تعني التأهل النهائي للمرحلة الموالية ، إذ مازالت أمامنا مقابلة الأحد المقبل ، التي تتطلب قدرا كبيرا من الذكاء ، و اللياقة البدنية و الروح القتالية ، أما فريق مهزوم لا يملك ما يخسره ، لذلك وجبت الحيطة و الحذر ، حتى ندبر شأن هذا الحوار الكروي بقدر كبير من النضج و الاحترافية . إلا أن ما يهمني كثيرا في هذا السياق هو أن تمر هذه المقابلة في أجواء رياضية حضارية ، تعكس فعلا ما تحظى بها الجماهير الطنجوية من تقدير وطنيا و دوليا ، لذا يفترض أن تجتهد هذه الجماهير الاستثنائية في المساندة الحماسية لفريقنا الغالي ، بكل ما تملكه من أغاني و أهازيج و لافتات تؤكد على على ما نؤمن به كطنجويين و مغاربة من قيم المحبة و التسامح و الانفتاح و الأخوية الإفريقية و الإنسانية . و في المقابل نأمل أن يتجنب بعد المشجعين تجنب كل ما من شأنه الإساءة إلى هذا العرس الكروي الكبير ، و نخص بالذكر الامتناع المطلق عن إشعال الشهب النارية las bengalas تفاديا لأي عقوبة قد تصدر في حق فريقنا الذي نحبه إلى أبعد مدى . فلنجعل من هذا النزال الكروي فرصة أخرى لتسويق الصورة المشرقة للوطن داخليا و دوليا ، و حظ سعيد لكل الأندية الوطنية في قادم اللقاءات الإقليمية و القارية