قام أعوان مديرية المياه والغابات، مؤخرا، بإعادة إطلاق النسر الملكي "الأكلف" بالقرب من جبل موسى ضواحي منطقة بليونش، وذلك بعد تأكدهم من تعافيه تماما من أثار التعذيب الذي لحق به من طرف بعض الشبان القاطنين إحدى القرى القريبة من مدينة الفنيدق. وأكدت مصادر ، أن النسر الملكي الأكلف، الذي سبق للمديرية أن أطلقت سراحه يوم السبت الماضي بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة، بدا في صحة جيدة، حيث قامت فرقة متخصصة رفقة مجموعة حماية الطيور بالمغرب (غريبوم)، بعلاجه من أثار التعذيب، وإعادة إطلاقه بنفس المنطقة مباشرة بعد تسلمه من طرف شباب الفنيدق. وأضافت المصادر ذاتها، أن النسر المعتدى عليه، تتم حاليا مراقبته من من طرف المسؤولين التقنيين التابعين للمديرية الاقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، حيث يواصل حاليا التحليق في اتجاهات متعددة وسط الغابة القريبة من منطقة بليونش. وكانت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، قد أكدت في وقت سابق، أن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتطوان فتحت تحقيقا معمقا إثر إقدام عدد من الشبان القاطنين بمنطقة الفنيدق على احتجاز طائر من صنف النسر الأكلف عقب عملية إطلاقه في البرية إلى جانب خمسة نسور أخرى من طرف المندوبية السامية. وأوضحت المندوبية السامية، التي وصفت تصرف هؤلاء الشبان باللامسؤول، أنه جرى فتح التحقيق بناء على طلب تقدمت به مصالحها لمعرفة الملابسات المحيطة بالحادثة التي أدت إلى احتجاز هذا الطائر، وتحديد المسؤوليات عنها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق مرتكبيه. كما أشار البلاغ إلى أن النسور التي تم إطلاقها في المنطقة، في إطار تخليد اليوم العالمي للمناطق الرطبة بطنجة، تظل تحت المراقبة المستمرة مع ضمان تزويدها بالمكملات الغذائية طيلة مدة تكيفها مع وسطها الجديد، مؤكدا أن مصالح المياه والغابات ومحاربة التصحر بالمنطقة ستحرص على تعزيز برنامج توعوي يسلط الضوء على مدى أهمية هذا النوع من عمليات إعادة استيطان هذه الأصناف بالبرية، للمحافظة على التوازن الإيكولوجي.