صباح يوم الخميس 13 أكتوبر، كانت السيدة "دليلة السرغيني" 47 سنة، تستعد كعادتها لمغادرة منزلها من أجل الالتحاق بعملها في عيادة الأسنان بساحة فرنسا . لكنها لم تكن ليخطر ببالها في الواقع أنها تستعد لمغادرة هذه الدنيا نحو عالم الآخرة، لينتهي بذلك مسار حياتها صريعة بين يد أحد المقربين منها الذين قدمت لهم مساعدات كان أهمها تشغيله عندها كبستاني قبل أن تتوسط له للعمل كسائق عند أحد أقاربها. فقد تفاجأت "دليلة السرغيني" بمستخدمها السابق في حديقة منزلها "سفيان الوداري"، داخل منزلها الذي تسلل إليه بطريقة أحست أنها ليست بريئة، وهو الإحساس الذي ترجمته في شكل صرخة مدوية قبل أن تدخل في عراك مع المهاجم حيث غرزت أظافرها في عنقه ، وهو ما رد المجرم عليه بتوجيه طعنات في ظهرها بواسطة سكين كان يحمله معه، فخارت قوى السيدة "دليلة" وسط دماء غزيرة نزفت منها. لكن المجرم لم يكن ليتوقف عند هذا الحد. فقد قرر أن يقطع كل أمل لمشغلته السابقة في النجاة من موت محقق، حيث عمد إلى خنقها بواسطة حبل وعلقها بمزلاج الباب. في الصورة: بعض المسروقات التي استولى عليها الجاني بعد تنفيذه للجريمة (عدسة كادم بوطيب)
وبعد أن تأكد القاتل من أن ضحيته قد فارقت الحياة، غادر المنزل عبر باب موجود في السطح، وابتعد عن مسرح الجريمة، قبل أن يعود إليه بعد لحظات حينما شاهد تجمعا من السكان متحلقين حول المنزل، وهناك التقى بزوج الضحية الذي كان قس حالة من الصدمة، وطلب منه هاتفه المحمول ليجري مكالمة مع شرطي يعرفه في الدائرة الأمنية الثالثة. بعد ذلك توجه القاتل بنفسه نحو مقر الدائرة الأمنية ليبلغ عن وقوع الجريمة التي قام بارتكابها.
وفي مقر الكوميسارية، قرر رجال الأمن الاحتفاظ بالقاتل بعدما شكوا في أمره حينما أثارت انتباههم تلك الجروح الناتجة عن عراكه مع ضحيته، حيث أخضعوه لتحقيق لم يسفر عن أي نتيجة نظرا لدهاء القاتل وإيجاده "فنون" المراوغة أثناء التحقيق.لكن هذه المراوغة لم يعد لها أي مفعول بعد أسبوع من وقوع الجريمة، بعدما ظهرت نتائج تحليلات الحمض النووي"A.D.N" التي حسمت في كل الشكوك حول هذا الحادث الذي روع سكان مدينة طنجة، وخلف عدة إشاعات، من بينها إمكانية تورط زوج الضحية في هذه الجريمة، وهو ما نفاه الزوج جملة وتفصيلا مؤكدا أنه على علاقة مودة كبيرة بزوجته المقتولة.