كثيراً ما يتردد على مسامعنا أن شهر رمضان هو موسم وَحَمِ الرجال. و الحقيقة أن من ابتدع هذا القول صدق فيه، فالملاحظ أن شهية الرجل تُفتح خلال هذا الشهر و تتضاعف، وبل و تتجاوز حدود المعقول. فزيادة على الوحم المتعلق بأنواع المأكولات و المشروبات، نجد الرجال يتوحمون على بعض المنتوجات من أماكن معينة، فمثلا هناك من يقطع مسافة عشرات الكيلومترات حتى العرائش لجلب السمك، فيما يشتهي الآخر حوت القصر الصغير، وهناك من يتوحم على بطيخ " أصيلة " و طماطم " عين الدالية ". وحتى المياه لا تسلم من وحم الرجال، فتجد البعض يتوجهون حتى منطقة " البغاغزة " ببني مصور من أجلب جلب ماء العين التي يحكى عن فوائدها الكثير، والبعض الآخر يفضل ماء "سيدي فلان" و " لَلَّا فلانة " و " عين كَذَا " الموجيدين داخل وخارج المدينة. وحم الرجال تعدى ما يُأكل و ما يشرب، إلى بعض المساجد، فرغم انتشار المساجد في كل مكان، تجد البعض يشتهي أداء العصر في المسجد الأعظم أو مسجد محمد الخامس، و أخرون يشتهون أداء التراويح في الحديقة المجاورة لمسجد سوريا أو بدر، فيما يكتفون بأداء صلاة الفجر في أقرب مسجد إلى بيوتهم، أو بالأحرى في بيوتهم. و عندما قلت أن وحم الرجال تعدى حدود المعقول، فذلك لأنني صادفت زوال أمس و أنا أُلَبِّى رغبات وَحَمِي كسائر الرجال، رجلا يبحث عن تمور إسرائيل ! و فعلا وجد ما كان يبحث عنه، و أدى ثمنه بستة أضعاف ثمن أجود التمور الموجودة في السوق. أليس هذا وحَمٌ غريب؟. هي فقط صورة من صور رمضان الكثيرة، تقاسمناها معكم في انتظار التقاط أخرى.