يصر عبد الباري الزمزمي أن يظل غريبا، ويحب بالفعل أن يتابع الناس أخباره، باسم الفتوى في المناطق غير المأهولة بالجدية. لذلك فقد اختار من رمضان الوحم والطاسة والفتوى. فهو يرى ، والعهدة على الزميلة «الجريدة الاولى» أن المرأة التي «تتوحم» يمكنها أن تشرب الخمور في رمضان . ويمكنها، اذا ما استبد بها الحنين ، كما يستبد الحنين بمدمن على النبيذ أن «تكرع» بعض الكؤوس ، أو الكثير منها. طبعا لا يبدو أن سيدة مغربية، تنوي الصيام سألته عن ذلك، ولا يبدو أن من بين الصائمات الحابلات من تتوقع بأن رمضان سيوحي لها بالقليل من الشراب ، لكن عبد الباري الزمزمي يتوقع ويحكم ويصدر الفتوى ... والحادثة تأتي من بعد. المهم هو الدين فيكسيون..! وعلينا أن نتصور في هذا الشهر المبارك حوامل المغرب مصطفات أمام مرجان، وعوض التسابق أمام محلات بيع التمور، تراهن، واقفات أمام محلات بيع الخمور المقفلة، وما يستتبع ذلك من فوضى ومن غليان لا يمكن للقوات المساعدة أن تتدخل ، بالرغم من كل الاضطراب، نظرا لأن الامر لا يتعلق لا بمطالب التشغيل ولا بمطالب الهوية ولا بمطالب الماء والكهرباء والغلاء التي تحرگ المواطنين اليوم. في الواقع على الدولة أن تقرأ جيدا رسالة الزمزمي ،ما إذا كان، وهذا من باب بعض الظن غير الآثم، يريد بالفعل أن يحرك سواكن الحاملات الصائمات» ويدعوهن إلى الوحم الذي من شأنه..!للوحم ،كما هو في ثقافتنا ،مسارات غريبة وفيه وقائع لا يمكن ابدا أن تغفلها الحكاية الشعبية ومن ذلك حكاية المغربي الذي ذهب وزوجته الحامل إلى القاضي يطلب الطلاق فسأله القاضي هل تريد أن تطلقها وهي حامل؟ فاجاب الرجل أي نعم وقال له ما ذا لو أنها انجبت لك شخصية كبيرة فقال الرجل : سأطلقها حتى ولو انها ستنجب قاضيا نكاية فيه طبعا لكن المهم هو السبب : فقد قال الرجل بأنها تكثر من الوحم وهو لا حول ولا قوة له بذلك لما عاب عليه القاضي هذا السبب وضح الامر بالقول: اخشى أن تتوحم على اسبانيا وأنا ما عندي تجربة في العوم ولا عندي زورق..! هل كان بامكان ذلك المغربي أن يتصور بأنها قد تتوحم على قرعة شامبانيا أو كأس ويسكي؟ على كل ،وها هو الوحم يتحول إلى اشكالية دينية كبيرة مع بداية هذا الشهر، لأن الزمزمي يريد بالفعل أن يناقش ما اذا كانت الواحمات المغربيات يفضلن النبيد على ....الصلصال أو الفحم الذي يلجأن اليه عادة. لسنا ندري إن صادف الزمزمي حالة معينة من الوحم الشامباني. لكن الكثير من المحبين للخمرة سيجدون في ذلك مبررا يتم تطويعه للاستهلاك الحلال. كقضية ذلك الشخص الذي وجد نفسه في حافلة ومعه الكثير من السيدات ، ولما طلع عليهم لص قاطع طرق، قوي البنية، مخيف، طلب منهم أن النساء تنزلن، رأفة بهن والرجال أن يخرجوا ما في حوزتهم ، ففكر الرجل البخيل فقال له أنه في الدرب «كايسميوه رشيدة..»! فالكثير من المدمنين يمكنهم أن يشربوا اليوم، على كاهل الزمزمي، ثم اذا صادفتهم الشرطة ما عليهم سوى أن يقولوا أنهم «يتوحمون » على النبيد. والسؤال الاخير: هل يمكن لفقيه مثل هذا أن يفتي في السياسة وفي الشهداء ، ايها الناس، أم تراه الوحم ؟