انعقد أمس الخميس، بمدينة المضيق، المنتدى الإقليمي الأول للاقتصاد الاجتماعي والتضامني على مستوى عمالة المضيق-الفنيدق بمشاركة ثلة من الفاعلين المحليين في المجال. ويشكل المنتدى، المنظم من طرف مؤسسة مبادرة للشباب والمقاولة بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مناسبة لاستعراض حصيلة البرامج الرامية إلى دعم الدينامية الاقتصادية والمحلية وترصيد النتائج المحققة على مستوى النهوض بالنسيج المحلي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وأبرز عامل عمالة المضيق-الفنيدق، ياسين جاري، في كلمة بالمناسبة، أن المنتدى يأتي استلهاما للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الداعية إلى ضرورة الاهتمام بالرأسمال البشري والتمكين الاقتصادي للشباب والنساء في وضعية هشة بدون مورد قار، ومراجعة شاملة لآليات وبرامج الدعم العمومي المخصص لدعم التشغيل وتحسين مناخ الأعمال والرفع من نجاعة البرامج، عبر خارطة طريق جديدة للتأهيل والتكوين والاحتضان والتشبيك. وقدم بالمناسبة حصيلة المنجزات المحققة في إطار برنامج المبادرات الاقتصادية المندمجة، ضمن محور "ريادة الأعمال" للبرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمنجز بشراكة مع 26 فاعلا، يمثلون قطاعات وزارية ومؤسسات عمومية وشبه عمومية وجمعيات مهنية ومؤسسات بنكية ومجالس منتخبة، وفق المبادئ المؤسسة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتمثلة في القرب والتشاور والتشارك والتعاقد والشفافية. في هذا السياق، أشار جاري إلى أن قيمة الاستثمارات بين الفترة الممتدة 2019-2021 بلغت 18.3 مليون درهم، لفائدة 212 حاملا للمشاريع، منها 64 مقاولة نسائية مكنت من توفير 196 منصب شغل قار من أصل 503 تم تحقيقها من خلال 184 مقاولة ذاتية و 4 شركات و 8 تعاونيات، بالإضافة إلى المواكبة القبلية والبعدية لحاملي المشاريع في منصة المبادرات الاقتصادية المندمجة بالفنيدق. واعتبر أن المنتدى يساهم في تعزيز الدينامية الاقتصادية التي تعرفها العمالة من خلال البرامج التي تم تنزيلها في إطار البرنامج المندمج للإقلاع الاقتصادي لعمالة المضيق-الفنيدق وإقليم تطوان منذ فبراير الماضي، والرامية إلى تحسين الدخل والإدماج في سوق الشغل لمختلف الفئات العمرية، موضحا في هذا الصدد أنه تم تنزيل 3 برامج أخرى تتعلق بمحور ريادة الأعمال بقيمة استثمارية بلغت 34 مليون درهم في إطار شراكات مع مجلس جهة طنجة- تطوانالحسيمة – ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة ووزارة السياحة والصناعة التقليدية ومؤسسة محمد للتضامن. كما توقف العامل عند إطلاق برنامج دعم التشغيل بإشراف من الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات والمركز الجهوي للاستثمار، والذي مكن من إدماج 2075 شخصا في شركات خاصة، أغلبهم من العاملات السابقات بباب سبتة، منوها بأن هذه المبادرة، إلى جانب البرنامج الاستعجالي لوزارة الداخلية عبر الإنعاش الوطني، ساهمت في التخفيف من الآثار الناجمة عن إغلاق المعبر والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت فيها جائحة كورونا. وذكر جاري بإطلاق برنامج دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من خلال تجربة "شبكات متضامنة" بهدف ادماجه في الدينامية الاقتصادية لعمالة المضيق-الفنيدق لخلق اكبر عدد من فرص الشغل، مذكرا بأنه تم إنشاء 6 تعاونيات جديدة قادرة على خلق 300 فرصة شغل و تقوية 5 تعاونيات أخرى، مع السعي لإنشاء 16 تعاونية جديدة في افق سنة 2023، سترتكز في هندستها على الجمع بين محوري البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتمثلين في تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب. في هذا السياق، أبرز منصف الكتاني، رئيس مؤسسة مبادرة للشباب والمقاولة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المنتدى يحتفي بالتعاونيات المدعمة في إطار برنامج "شبكات متضامنة" لفائدة النساء اللواتي اشتغلن سابقا بمعبر باب سبتة واستفدن من تكوينات في إنتاج مواد مجالية محلية، موضحا أن البرنامج مكن لحد الساعة من مواكبة 123 سيدة ضمن 6 تعاونيات في أفق بلوغ 300 مستفيدة خلال 3 أشهر المقبلة، والعمل على إحداث 10 تعاونيات جديدة بفضل دعم السلطات الإقليمية، وانخراط باقي المؤسسات الشريكة وجمعيات المجتمع المدني. من جانبه، أوضح محمد البرقوقي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة المضيقالفنيدق، أن المنتدى تميز باستعراض مختلف المشاريع المدرجة ضمن محور "ريادة الأعمال" ضمن البرنامج الثالث للمبادرة الوطني للتنمية البشرية، مع التركيز بشكل خاص على تجربة إدماج النساء المشتغلات سابقا بمعبر سبتة ومواكبتهن في مشاريع لإنتاج وتسويق منتجات محلية، موضحا أن المنتدى سيمكن من خلق روابط وعلاقات بين المقاولات المحدثة في أفق تعزيز نسيج الاقتصاد الاجتماعي والتضامني المحلي. وتم بالمناسبة تسليم شواهد لفائدة النساء المستفيدات من تكوينات ضمن "شبكات متضامنة"، مع عرض مسرحية بعنوان "الكرامة" من أداء مجموعة من النساء المشتغلات سابقا بمعبر باب سبتة، والتي تندرج في اطار جهود مواكبة هؤلاء النساء من أجل الخروج من دوامة التهريب للحصول على شغل يحفظ الكرامة.