توصلت دراسة جديدة اجرتها مجموعة من الباحثين في جامعة (كينغز كولدغ) بلندن بالتعاون مع الجامعة الحرة في أمستردام (هولندا) الى وجود علاقة بين قلة النوم و زيادة الوزن. و قامت الابحاث بتحليل العلاقة بين قلة النوم والإحساس بالجوع, حيث قاس الباحثون حالات اشخاص ينامون لمدة 4 ساعات فقط, ثم يتم قياس مدى شعورهم بالجوع في اليوم التالي, حيث وجدوا أن متوسط استهلاك هؤلاء الأشخاص للطعام قد ارتفع بنحو 385 سعرا حراريا, مقارنة بالأشخاص الذين ينامون لمدة تتراوح بين 7 إلى 12 ساعة. كما كشف العلماء عرضا آخرا من أعراض الحرمان من النوم, ألا وهو الإفراط في تناول الطعام. وبالإضافة إلى ذلك, وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين لم يحصلوا على قسط كاف من النوم, هم أكثر عرضة لتناول المزيد من الدهون, وكمية أقل من البروتين في اليوم التالي, بينما كان استهلاك الكربوهيدرات واحد تقريبا بين المجموعتين. وكانت دراسات منهجية سابقة, قد توصلت إلى نفس النتيجة, منها الدراسة التي نشرت في مجلة "أوبزسيتي أباوت", ووجدت أن آثار الحرمان من النوم مرتبط بزيادة الوزن من خلال زيادة الشهية وانخفاض النشاط البدني, وهى العلاقة التي اكتشفت الدراسة وجودها بقوة عند الشباب. كما وجدت دراسة أخرى سابقة, نشرت عام 2007, وجود علاقة واضحة بين قصر ساعات النوم ليلا, وبين زيادة مخاطر البدانة في مرحلة الطفولة. حيث أن الأطفال الذين ينامون اقل لديهم قابلية أعلى للإصابة بالسمنة بنسبة 58 %, مع قابلية أكبر عند الأولاد أكثر من البنات. وتفسر الدراسة الحديثة ماذا يحدث عندما لا يحصل الإنسان على قسط كاف من النوم, حيث يعتقد الباحثون أن قلة النوم تغير من طريقة إفراز الجسم لاثنين من الهرمونات التي تساعد على تنظيم الشعور بالجوع, فعندما لا يحصل الإنسان على قسط كاف من النوم, فإن الجسم يفرز المزيد من هرمون "غريلين" الذي يحفز الشهية, كما يقلل من إفراز هرمون "يبتين" الذي يكبح الشهية, ما يدفع الإنسان إلى التوجه إلى آلة بيع الحلوى أو الذهاب للمقهى لتناول المشروبات المليئة بالدهون والسكر. وفيما يتعلق بعدد ساعات النوم التي يتوجب على الإنسان الحصول عليها, نجد إجماعا من العلماء على أن معظم البالغين يحتاجون على الأقل لسبع ساعات من النوم كل ليلة. وبدون ذلك, قد يكونوا أكثر عرضة للإفراط في الطعام, والذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن والعديد من المشاكل الصحية الأخرى.