بعد جلسة محاكمة ماراطونية استغرقت قرابة 48 ساعة، قررت الغرفة الجنائية الأولى التابعة للمحكمة الاستئنافية بطنجة، في الساعة الأولى من اليوم الأربعاء، طي القضية المعروفة ب"مافيا طنجة"، بأحكام سجنية تراوحت مدتها ما بين أربع سنوات والمؤبد، في حين قررت تمتيع والدة المتهم الرئيسي بالبراءة من تهمة المشاركة. وهكذا أصدرت الهيئة القضائية، حكمها القاضي بالسجن المؤبد في حق زعيم العصابة المدعو "مخلص اللعبوشي"، بعقوبة السجن المؤبد،وهي عقوبة شملت أيضا شريكه الأساسي في التهم المنسوبة إليه، المسمى "عبد الحق الزهري"، مع مصادرة جميع أملاكهما لفائدة إدارة الجمارك المغربية. باقي الأحكام السجنية شملت كل من شقيق المتهم الرئيسي، ويدعى "فهد اللعبوشي" (10 سنوات)، عبد المجيد القاضي وأنور لمريزق (5 سنوات لكل منهما)، ويونس زعنان(4 سنوات). وفي نفس الإطار، قررت الهيئة القضائية، منح والدة المتهم الرئيسي المسماة "زهور ربوح"، بالبراءة من التهم التي وجهت إليها، بعد أن كانت قد توبعت في حالة سراح بتهم مرتبطة بالمشاركة في العمليات التي نفذها أفراد العصابة. وكان المتهمون، قد واجهوا تهما تتعلق بعدد من الجرائم، لا سيما جريمة الهجوم على ناقلة أموال بشارع مولاي رشيد "حي فال فلوري" في شهر غشت 2015، وقبلها جريمة مماثلة استهدفت ناقلة أموال أخرى بشارع مولاي عبد العزيز في فبراير 2014. كما واجه المتهم االرئيسي "مخلص العبوشي"، الذي هو وباقي العناصر الذين كانوا يشكلون العصابة الإجرامية، تهما تتعلق بتنفيذ جرائم قتل، من بينها جريمة باستعمال الرصاص استهدفت شابا، في أواخر ماي 2013، فيما تتوزع التهم على باقي الأفراد ما بين المشاركة والتستر على مجرمين وحيازة الأسلحة النارية بدون ترخيص. وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الذي تولى التحقيق في الهجوم على ناقلة أموال "حي فال فلوري"، بمعية الشرطة الولائية بطنجة والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، قد أحال أفراد العصابة على محكمة قضايا الإرهاب بسلا، بعد الاشتباه في صلة المتهمين بتنظيمات إرهابية، غير أن انتفاء شبهة الإرهاب، أعاد القضية إلى المحكمة الاستئنافية بطنجة. وتمكنت الأجهزة الأمنية المذكورة، في 25 غشت 2015 من تفكيك شبكة إجرامية دولية تنشط في ميدان السرقات المسلحة وترويج المخدرت. وأسفرت هذه العملية، عن توقيف مواطنين بلجيكيين من أصول مغربية من أفراد تلك الشبكة الإجرامية، وذلك على خلفية الاشتباه في صلتهما بمحاولة السطو المسلح باستعمال السلاح الناري التي استهدفت سيارة لنقل الأموال بتاريخ 13 غشت الجاري.