يوما بعد يوم، تؤكد مدينة طنجة أن تطورها لم يعد يشمل فقط الأمور الإيجابية والمستحسنة، بل تعدى ذلك بكثير ليصل إلى الأمور السلبية أيضا، حيث عرفت هذه الأخيرة في السنوات القليلة الماضية دخول أنواع جديدة من المخدرات لم يكن السوق المغربي يعرفها من قبل، تمتاز بإنخفاض ثمنها وقدرتها الكبيرة على ضم مستعمليها إلى خانة المدمنين في فترة قصيرة من الزمن. فبعد كل من مخدر "ميث" وحبوب السعادة "إكستازي"، ظهر مؤخرا مخدر جديد بشوارع المدينة يطلق عليه إسم "القرطاسة" أو غاز الضحك، حيث يعتبر هذا الأخير من بين أخطر الممنوعات على الصعيد العالمي نظرا لحتواءه على مواد كيميائية، تسبب الإدمان وتؤدي إلى أعراض جانبية خطيرة على الصحة. ويصنف هذا المخدر ، التي يعتبر "أكسيد النيتروز" إسمه العلمي، كنوع من أنواع الغازات الكيميائية، حيث أصبحت تغزو مجموعة من المدن المغربية كطنجة والدار البيضاء على وجه الخصوص، حيث تم استقدامها لأول مرة من هولندا سنة 2014 عن طريق عاصمة البوغاز، قبل يعاد توزيعها على باقي الوجهات الأخرى، بأثمنة تتراوح بين 100 و 150 درهم للكبسولة الواحدة. ومن بين أبرز الأثار التي يخلفها هذا المخدر، المصنوع بالأساس من خليط من الغازات الكيميائية، هي النشاط الزائد والمفرط، بالإضافة إلى الضحك الهيستيري، الذي يصل إلى حد الإغماء في بعض الحالات، حيث أن مفعلوها يبدأ بعد خمس ثواني من الإستعمال، الأمر الذي أدى إلى الإقبال الكثيف عليها من طرف الراغبين في الإبتعاد عن الهموم ومشاكل الواقع، والظفر بدقائق من الضحك المصطنع. وتمكن المهربون من إدخال هذا المخدر، الذي يتم إستعماله عن طريق إفراغ محتواه في بالونة وإستنشاقه بشكل تدريجي، عبر إستغلال جهل مصالح الجمارك به، نظرا لكون غلافها يحيل على كونها مادة من مواد المستعملة في الطبخ، وهو الأمر الذي ساهم في إنتشارها بشكل كبير في المدينة ونواحيها، قبل أن تنتقل إلى باقي المدن المغربية. وبعد توصل المصالح الأمنية بتقارير بخصوص هذا المخدر، تم إشعار أجهزة الجمارك بالمطارات والموانئ بخطورة هذا الأخير، وبكونه من الممنوعات، الأمر الذي أدى إلى تشديد الخناق على مهربيه، وإعتقال بعضهم خلال حملات أمنية متفرقة. وطبقا لأحدث استطلاع عالمي للمخدرات، يعتبر "أكسيد النيتروز" أو غاز الضحك سابع أشهر مخدر في 50 دولة، فهو عبارة عن غاز عديم اللون ذو طعم حلو، استخدم في الأغراض الترفيهية منذ أواخر القرن ال18 على يد الكيميائي الإنجليزي السير "همفري ديفي"، رئيس الجمعية الملكية بلندن، قبل أن يشرع استخدامه في أغراض طبية بداية القرن العشرين، ولا يزال يعتبر مخدرا هاما ومهدئا ومسكنا للآلام يستخدمه أطباء الأسنان والتوليد وأطباء الرياضة.