منذ توقيع اتفاق استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل برعاية أمريكية أواخر العام الماضي، تسير العلاقات بين البلدين في منحى تصاعدي توج أمس الخميس، بافتتاح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، مكتبا تمثيليا لتل أبيب بالعاصمة الرباط. البداية منذ 2018، برز المغرب ضمن قائمة الدول العربية المرشحة لتوقيع اتفاقات مع إسرائيل، في إطار خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي كان مستشاره وصهره جاريد كوشنير عرابا لها. وأفضت المساعي الأمريكية إلى إعلان إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما في 10 دجنبر الماضي وفي 22 من الشهر ذاته، وقع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني "إعلانا مشتركا" بين بلاده وإسرائيل والولايات المتحدة، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أمريكي إلى الرباط. ووقعت المملكة وإسرائيل أربع اتفاقيات على هامش استئناف العلاقات بينهما، تشمل المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية، إذ ترتبط الاتفاقية الأولى بالإعفاء من التأشيرة بالنسبة لحاملي الجوازات الدبلوماسية وجوازات الخدمة، بينما الثانية، مذكرة تفاهم في مجال الطيران المدني. والثالثة، مذكرة تفاهم حول "الابتكار وتطوير الموارد المائية"، فيما نصت الاتفاقية الرابعة على إنعاش العلاقات الاقتصادية بين البلدين، من خلال التجارة والاستثمار، إضافة إلى التفاوض حول اتفاقيات أخرى تؤطر هذه العلاقات. توالي الاتفاقيات في 28 دجنبر الماضي، دشنت الرباط وتل أبيب مباحثاتهما لدراسة آفاق التعاون الصناعي والشراكة في 5 قطاعات صناعية أجراها مولاي الحفيظ العلمي وزير الصناعة المغربي، مع نظيره الإسرائيلي عمير بيرتس، عبر تقنية الاتصال المرئي. وشملت المباحثات قطاعات النسيج، والصناعات الغذائية، والبحث التطبيقي في الصناعة، والتكنولوجيات الخضراء، وصناعة الطاقات المتجددة. وفي 26 يناير الماضي، حل السفير ديفيد غوفرين بالرباط، لتولي منصب رئيس البعثة الإسرائيلية بالمغرب، وذلك للعمل من أجل "التقدم المستمر للعلاقات الثنائية بجميع المجالات، بما في ذلك كل ما يتعلق بالحوار السياسي والسياحة والاقتصاد والعلاقات الثقافية"، حسب ما أعلنت تل أبيب آنذاك. ومنتصف فبراير الماضي، اتفق وزيري التعليم المغربي سعيد أمزازي، والإسرائيلي يوآف غالانت، على إطلاق برامج لتبادل الطلاب و"توأمة مدارس ثانوية". وتوالت اللقاءات والمشاورات بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم الإسرائيليين، حيث همت مجالات عمل مختلفة وأفضت إلى توقيع اتفاقات همت حتى المجال الرياضي. وفي العاشر من أبريل الماضي، أعلن الاتحاد المغربي للكاراتيه، انطلاق التنسيق مع نظيره في إسرائيل لوضع الترتيبات والآليات اللازمة لتطوير رياضة الكاراتيه في كلا البلدين، واعتبر الخطوة بداية ل"علاقة شراكة وصداقة". في 23 مارس الماضي، وقع المغرب وإسرائيل اتفاقية شراكة استراتيجية بين رجال الأعمال المغاربة والإسرائيليين العاملين بالقطاع الخاص، لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية. ووقع الاتفاقية عن الجانب المغربي، شكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام للمقاولات (رجال الأعمال)، وعن الجانب الإسرائيلي كل من رئيس هيئة المشغلين وأرباب الأعمال، رون تومر، ورئيس اتحاد غرف التجارة، يوريل لين. وتهدف الشراكة بين البلدين إلى إقامة حوار مفتوح ودائم بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب والهيئة الإسرائيلية للمشغلين وأرباب الأعمال، لخلق نوع من الانسجام بين مجتمعات الأعمال المعنية الفاعلة في القطاعات الرئيسية. وفي 17 يوليو الماضي، وقع البلدين أول اتفاقية تعاون في مجال الحرب الإلكترونية، حيث أوضح رئيس بعثة تل أبيب الدبلوماسية لدى الرباط غوفرين، أن الاتفاقية تقضي بإقامة تعاون في "البحث والتطوير ومجالات عملياتية في السايبر". ووقع الاتفاقية رئيس هيئة ال"سايبر" الإسرائيلي يجآل أونا، ونظيره المغربي الجنرال مصطفى الربيعي. وفي ال26 من الشهر ذاته، وقعت الرباط وتل أبيب، اتفاقية للشروع في الترويج للسياحة بالمغرب، والتسويق المشترك من كلا الطرفين لتعزيز حركة السياحة الوافدة، وذلك بعد ساعات من هبوط طائرتين سياحيتين قادمتين من إسرائيل إلى مدينة مراكش السياحية بالمغرب. وتهدف الاتفاقية إلى ترويج مكاتب السياحة والسفر في إسرائيل والمغرب، للمرافق السياحية في البلد الإفريقي، بهدف تنشيط الرحلات إلى أبرز مناطقه. وتعتزم شركة "إل عال" للطيران الإسرائيلية، طرح ثلاث رحلات أسبوعية بين تل أبيب ومراكش، على متن طائرات بوينغ "737-900ER" التي تسع ل 16 راكبا بدرجة الأعمال و159 آخرين بالدرجة الاقتصادية. وابتداء من 10 غشت الجاري، بدأت الشركة بتنظيم ثلاث رحلات أسبوعية نحو مطار "محمد الخامس" بمدينة الدار بيضاء، حيث يُتوقع ارتفاع عدد السياح الإسرائيليين للمغرب إلى 200 ألف سنويا، من متوسط 50 ألفا سابقا.