بصمت المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالتفويض، حفيظة الراضي، على قرار مثير للجدل، يقضي بإغلاق إحدى المؤسسات التعليمية الخاصة بطنجة، ما ولد حالة من السخط العارم في صفوف أولياء أمور أزيد من 200 ممدرس وبررت المديرية، التي تتولى تسيير شؤونها حفيظة الراضي، نيابة عن المدير الإقليمي المقال، محمد بركان، قرار إغلاق مدرسة "الفطرة 2" للتعليم الابتدائي، بمجموعة من الخروقات، من بينها تجاوز الطاقة الاستيعابية للمؤسسة بنحو 55 في المائة، وعدم احترام السياسة الرسمية بشأن المقررات الدراسية. وأشارت مديرية التعليم، في بيان تلقت جريدة طنجة 24 الإلكترونية، نسخة منه في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين الثلاثاء، أنها سبقت أن راسلت المؤسسة بسبب هذه المخالفات، مؤكدة أنها عينت لجنة ستتكلف بجميع الاجراءات من أجل ضمان استمرارية تلاميذ المؤسسة في ظروف عادية. مبررات المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، لم تلقى قبولا في أوساط الأطر التربوية العاملين بهذه المؤسسة وكذا آباء وأولياء التلاميذ، معتبرين في تصريحات متطابقة لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن قرار الإغلاق يأتي ليجهض تجربة تربوية فريدة في مدينة طنجة، في الوقت الذي توجد فيه مؤسسات تعليمية خاصة، تواصل نشاطها في وضعيات مخالفة للقانون، دون أن تطالها تدابير مماثلة. وقال عبد الكريم إربعين، مدير مدرسة "الفطرة 2"، إن أدارة المؤسسة لم تتلقى أي مراسلة سابقة من لدن مديرية التعليم، مؤكدا ضمن تصريح للجريدة، أن المدرسة التي تقدم خدماتها منذ خمس سنوات تعتبر موضع تقدير واحترام كبيرين من طرف الآباء وأولياء الأمور، وكذا شريحة واسعة من الفاعلين في الحقل التربوي، بالنظر إلى جودة العرض التربوي الذي تقدمه. وشدد إربعين، على عدم قانونية قرار المديرية الآقليمية للتعليم بهذا الشكل المفاجئ، بإغلاق المؤسسة، الذي يأتي بعد نحو شهرين من انطلاق الدراسة، مما سيربك المسار الدراسي للتلاميذ، متأسفا لكون القرار يأتي بعد أيام قليلة فقط من الخطاب الملكي الذي دعا فيه إلى إصلاح الإدارة العمومية وتسهيل طريق المستثمرين. من جهتها اعتبرت إحدى الأمهات التي يتابع إثنان من أبنائها لدراستهم بهذه المؤسسة، في تصريح مماثل، أن قرار الإغلاق، غير مبرر على اعتبار جودة العرض الذي تقدمه هذه المدرسة، وأكدت أن العلاقة التي تربط بين الإدارة والآباء، تطبعها الاحترام والتقدير. وكانت المديرية الإقليمبة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، قد وجهت دعوة لأباء وأولياء أمور تلاميذ المدرسة، موضوع قرار الإغلاق، للقاء المسؤولين في المديرية، لشرح حيثيات القرار الذي ينتظر أن يجري تنفيذه يوم الخميس المقبل. ويعتبر قرار المديرة الإقليمية بالنيابة، حفيظة الراضي، الأول من نوعه، بعد أيام من إعفاء المدير الإقليمي محمد بركان من مهامه، من طرف الحكومة، في عز الحملة الانتخابية، بالرغم من عدم أحقية هذه الأخيرة بتوقيع قرارات إعفاء أو تعيين، حسب العديد من المراقبين.