طعن مدير مدرسة الفطرة بمدينة طنجة، في قرار الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية والتكوين بإغلاق مؤسسته، وقدم لدى المحكمة الإدارية بالرباط دعوى لتوقيف وإلغاء القرار الذي صدر أمس الأربعاء. وأوضح مدير المدرسة الابتدائية، عبد الكريم إربعين، في حوار مصور مع جريدة "العمق" يُنشر لاحقا، أنه يثق في القضاء لإعادة الأمور إلى نصابها من أجل إلغاء القرار الذي وصفه ب"الغريب"، والعودة إلى طاولة الحوار ومعرفة الإشكال الحقيقي وماذا يريدون من مدرسة الفطرة بالضبط، حسب قوله. قال إربعين في حواره مع "العمق"، إن "نفسية التلاميذ وأولياءهم والأساتذة والمشرفين على المدرسة محطمة"، بعد إغلاق المدرسة، مشيرا إلى أن الاتهامات التي وجهتها الأكاديمية للمؤسسة "كأنها مصطنعة وتمت في وقت وجيز" وفي تعبيره. واستغرب المتحدث صدور قرار الإيقاف وطلب تنفيذه في نفس اليوم (أمس الأربعاء 16 أكتوبر)، متسائلا بالقول: "غريب جدا واش عندنا قهوة أو ملعب، هل نلعب بنفوس الأطفال، لا يمكن إيقاف مؤسسة أثناء الموسم الدراسي بهذه الطريقة". وأشار إلى أن المديرية الإقليمية بطنجة، وعدت الآباء بتسجيل أبنائهم في أي مؤسسة عمومية أو خاصة، لكنهم رفضوا رفضا قاطعا واحتجوا على القرار الغريب، معتبرا أن القرار لم يراع الأطفال والآباء والأطر والأساتذة وتم بسرعة غريبة، رغم أن مؤسسته "جاءت بمقاربة تربوية وأسلوب جديد وتحترم المقرر الوطني، وهو ما جعلنا نحبب التعليم والمدرسة للطفل". من جهة أخرى، أضاف المدير أن مدرسته سبق أن نظمت معرضا دوليا ضخما بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والمجلس الأعلى للتربية والتكوين، وبشراكة مع منظمة اليونيسكو واليونسيف وهيئات مغربية أخرى وسفارة فلندا بالمغرب، "قبل أن تقرر السلطات إلغاء المعرض يوما واحدا قبل موعده بدون أي مبرر، رغم أنني جلست مع الوزير ورئيس مجلس التربية والتكوين وأبديا إعجابهما بالمشروع وشجعوني"، يضيف المتحدث. وأشار إلى أنه لم يتوصل إلى حد الآن بتبرير إلغاء معرضه الذي كان سينظم في أبريل الماضي بطنجة، بحضور خبراء دوليين حول التربية لخلق "يوما للتربية"، وتابع قوله: "لم أتكلم في هذا المنع واستسلمت ولم أكن أريد تشويه سمعة المغرب لأنني أفتخر ببلدي، لكن في الواقعة الحالية". وأوضح أنه مستثمر من أبناء الجالية من الجيل الثاني ووالديه لا زالا بفرنسا، مشيرا إلى أن الجيل الأول لهم فكرة سيئة عن تعامل الإدارات المغربية، "ونحن الجيل الثاني نحاول أن نحذف هذه الصورة، لكن للأسف نجد نفس السلوكات، فماذا سنقول لأطفالها؟". واعتبر أن إغلاق مؤسسته يأتي "في ظرفية خطب فيها الملك حول الإدارة المغربية ودعا إلى التجاوب مع المواطن وعدم التلاعب به في الإدارة، وفق تعبيره. وكانت الأكاديمية الجهوية لجهة طنجةتطوانالحسيمة، قد قررت أمس الأربعاء في خطوة وُصفت بالمفاجئة، أقدمت على سحب رخصة مؤسسة الفطرة 2 الخصوصية للتعليم الابتدائي بطنجة، معتبرة أن "المؤسسة خالفت أحكام القانون رقم 06.00 المتعلق بالنظام الأساسي للتعليم المدرسي الخصوصي، رغم مراسلتها لإثارة انتباهها إلى جسامة المخالفات". المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بطنجة، اتصلت بآباء وأولياء تلاميذ المدرسة المذكورة، داعية إياهم لعقد لقاء مستعجل يوم الإثنين الماضي، حيث أخبرتهم أن المدرسة "تقدم دروسا لمادة التربية الإسلامية باللغة الفرنسية دون أي مقرر رسمي من طرف الوزارة، وتخصص يوما كاملا لتدريس مادة اللغة العربية ويوما آخر لتدريس مادتي اللغة الفرنسية والرياضيات". واعتبرت الأكاديمية في بلاغ لها، أن المدرسة "أضافت مرافق بدون ترخيص، وتجاوزت الطاقة الاستيعابية بما يفوق 55 في المئة، مع عدم تأمينها لجميع التلاميذ، وعدم احترام التوجيهات الرسمية بخصوص التسلسل الديداكتيكي والمنهجي للمواد المدرسة"، مشيرة إلى أنها "عينت لجنة ستتكلف باتخاذ جميع الإجراءات والتدابير لضمان استمرار التلاميذ في الدراسة في ظروف عادية". مدير المدرسة نفى هذه الخروقات التي تحدث عنها بلاغ الأكاديمية، معتبرا أن كل تلاميذ المدرسة لهم عقود تأمين، محملا المفتشين مسؤولية عدم إيصال عقود التأمينات للأكاديمية. وبخصوص الطاقة الاستيعابية، أشار إلى أنه كان ينتظر إصدار حكم قضائي لصالح مؤسسته من أجل الشروع في توسيع المدرسة وبناء مرافق جديدة، حيث كانت الأشغال متوقفة نظرا لوجود دعوى قضائية ضد المؤسسة، قبل أن تحكم المحكمتين الابتدائية والاستئنافية لصالح المدرسة. المتحدث قال إن مؤسسته لا تدرس مادة التربية الإسلامية باللغة الفرنسية، بل تترجم بعض المصطلحات الدينية إلى الفرنسية، نظرا لوجود عدد من التلاميذ من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مشيرا إلى أن المدرسة تحترم المقررات الوطنية، وتعتمد أسلوب تدريس معاصر بالانفتاح على اللغات وتخصيص يوم للعربية ويوم للفرنسية، ونحاول تكريس المناسبات الدينية والوطنية لدى الأطفال بتلقينها لهم باللغتين العربية والفرنسية، جعلهم قادرين على الدفاع عن قضاياهم الوطنية وليكونوا سفراء أمام العالم، وفق تعبيره.