ما بين سنة 2000 وسنة 2016، رسمت لخديجة الفحيصي أولى خطوط لوحة إعلامية بدقة متناهية وبمدينة طنجة، وعبرها استطاعت تكبد مشاق السفر بعيدا بالمستمع لسنوات، قبل تتلمس أولى أبجديات تحقيق الحلم الذي لطالما راودها بعد تألق استمر لستة عشرة سنة. خديجة الفحيصي الإعلامية الرزينة خصوصا في إتقان مخارج الحروف، وجدت نفسها أخيرا تتخلى عن الأذن الصاغية للمستمعين بقليل من الهداوة، لتعبر بهؤلاء نحو عالم الاستماع والمشاهدة معا عبر قناة "ميدي ان تيفي" . "بصراحة" برنامج بوأته المكانة التي خلقت لأجله ترددات خاصة، وسمت به سنوات نحو الأفضل بإذاعة ميدي أن، قبل أن يلتفت حسن خيار الذي اختير لقيادة سفينة القناة والإذاعة معا نحو البرنامج ويحتضنه بكنف واسع ليلهب به أذواق المشاهدين والمستمعين معا، وعرف حتى قبل تمرير الحلقة الثامنة على المشاهدين في ربوع العالم ان اختياره لم يذهب سدى،أحسن المدير التسديد وعرف كيف ومن أين وكيف تؤكل الكتف. بعد ان اختارت قناة "ميدي ان تيفي" برمجة جديدة للموسم التلفزيوني الجديد، تحددت معها معالم البرمجة بفضل صياغة برامج بنكهة جديدة كانت الى وقت قريب تمر عبر إذاعة ميدي ان ، الاختيار كان صائبا، ونزل الخبر على خديجة الفحيصي كقطعة ثلج باردة ، اضطرها الخبر لقطع جزء من عطلتها للخضوع لبعض التداريب بقيادة فريق عمل محترف ساعدها كثيرا في تقمص شخصية أخرى اقرب بكثير من التلفزيون وهي الشخصية التي أعادت لها جزءا من حلمها الذي سعت من اجله قبل سنوات . سر نجاح برنامج "بصراحة" وتألق مقدمته الإعلامية خديجة الفحيصي، يقول عنه متتبعون انه كانت وراءه الفكرة الرائعة والضيوف المميزون دون ان ينسوا الإدارة الحريصة على وضع جذاذة أعمال إبداعية تنفرد بها فقط قناة ميدي ان تيفي وقبلها إذاعة ميدي ان التي تعتبر أهم واكبر مدرسة إعلامية ليس بالمغرب وإنما بالعالم العربي . البرنامج الذي اختار لنفسه التميز، وقفت خلاله خديجة الفحيصي وفريقها المتميز في بلورة أفكار انتهجت خلالها فقرات ذات بعد اجتماعي حضي خلالها بعد بث أولى فقرتها ينال وشاح القبول لأسباب عديدة أخرى بينها أن الإعلامية خديجة الفحيصي تتنفس الفقرات قبل بثها ، ترسم لنفسها الكثير من الخطوط الحمراء ، في احترام تام لأخلاقيات المهنة بطريقة تهدي تمريرة رائعة من الإبداع لجميع المشاهدين ،ضيوف من كل مكان ، حلقات سواءا في الإذاعة أو القناة بطاقات ايجابية ، ينثرون براعة الإجابات ويطرحون تساؤلات تعيد الأنفاس لمشاكل اجتماعية كبرى يتفحصها العالم . بدون نمطية ولا تكرار ولا ابتذال، تحاول خديجة وضيوفها الرقي بالنقاش ، متحدية برامج اعتى كانت الى وقت قريب قادمة من مصر ولبنان ، خديجة الفحيصي كما يقول عنها مقربون، لم تكن أبدا وليست شبيهة احد، رسخت بسهولة متناهية إستراتيجية التفرد والتميز في برنامج يشاهده ويتابعه الصغير والكبير في كل بقاع العالم . في البرنامج تبدو معالم النقاش المحترم بادية ، لم تتحول مقدمته ولا الضيوف الى فريق قضائي يحاكم ويصدر أحكاما البتة، يتم فقط إلقاء الضوء على مستجدات الساحة ومجريات الأحداث كلها وبشكل كبير مميز.