تلقت ادارة فندق "المنزه" بطنجة صدمة كبيرة اثر صدور قرار من وزارة السياحة يقضي بتخفيض تصنيف الفندق من 5 نجوم إلى 3 نجوم، بالاضافة إلى البث في احتمالية اغلاقه في غضون 15 يوما، وهي المدة الممنوحة لمسؤولي المنزه لتدارك الموقف قبل وقوع المحظور. قرار وزارة السياحة جاء بناء على تقرير لجنة مراقبة تابعة لها، وهي اللجنة التي كانت قد قامت يوم الخميس 22 شتنبر بزيارة تفتيش لفندق المنزه، ووقفت على اختلالات وصفتها بالخطيرة على مستوى المطابخ والنظافة والسلامة الغذائية وخدمات الايواء. هذا القرار فاجأ الكثير من المهتمين من المجالين السياحي والثقافي بمدينة طنجة، خاصة أن "المنزه" ليس مجرد فندق يقدم خدمات سياحية، بل هو في حد ذاته بناية تاريخية تحضر في المجال الثقافي بشكل كبير. ويعتبر فندق "المنزه" من أشهر الفنادق بطنجة على المستوى العالمي، وقد انطلقت شهرته منذ تأسيسه وافتتاحه سنة 1930 من طرف رجل الاعمال الانجليزي "لورد بوت"، وهو منذ تلك السنة إلى اليوم يعتبر أحد أوجه السياحة لمدينة طنجة. ومن الأمور التي زادت من شهرة هذا الفندق، هو الشخصيات العالمية التي نزلت به، مثل وينستون تشرشيل، وريتا هايورث، ومايك جاغر، وكتاب عالميون من مثل جماعة "الجيل المنهزم" الامريكية، وشخصيات أخرى لا حصر لها. ويحضر هذا الفندق كمكان مهم في العديد من الكتب التاريخية والروايات العالمية، كما أن العديد من الصحف العالمية نشرت تقارير عديدة تمدح هذا الفندق، بالاضافة إلى كونه أحد الاماكن التي صورت به أفلام عالمية عديدة. ونظرا لهذا التاريخ الحافل الذي يتمتع به فندق المنزه، إضافة إلى سمعة عالمية معروفة، تفاجأ مثقفون في طنجة بقرار وزارة السياحة، في حين ذهب أحدهم إلى اعتبار أن جهة ما "تتربص بفندق المنزه لإغلاقة ثم اعادة شرائه". هذا وقد كشف مصدر من إدارة الفندق لموقع "ميديا 24"، أن الادارة ستعمل على الحفاظ على النجوم الخمسة للفندق، ولديها في يدها أسبوعين للقيام بالاجراءات اللازمة للحيلولة دون وقوع العقوبات التي أعلنت عنها وزارة السياحة. ومن المتوقع أن تعمل ادارة الفندق خلال المدة الممنوحة لها، ما يمكنها فعله للحفاظ على بقاء فندق المنزه والمحاربة للحفاظ على نجومه الخمسة، خاصة أن سمعة الفندق لا تتحمل هذا التراجع حسب أغلب المهتمين بتاريخ "المنزه".