يجد الكثير من المرشحين للانتخابات التشريعية المقررة يوم السابع من أكتوبر المقبل، صعوبات جمة في التواصل مع المواطنين من سكان البوادي والقرى، على مستوى جهة طنجةتطوانالحسيمة، بهدف إقناعهم ببرنامجهم الانتخابي، وذلك بسبب وعورة المسالك المؤدية إلى مقرات سكن هذه الشريحة الانتخابية التي يعول عليها الكثير من المرشحين لتعزيز حظوظهم في الفوز خلال الاستحقاقات المقبلة. وبحسب الفاعل السياسي ورئيس الشبكة العالمية الإنسانية محمد القوضاضي، فإن الانتقال عبر البوادي المتواجدة بجهة طنجةتطوانالحسيمة يبقى أمرا عصيبا للغاية لوعورة التضاريس، التي قد لا تفيد فيها المركبات على اختلاف انواعها، وكذا لتشتت مواقع السكن التي قد لا تربطها في أحيان كثيرة الطرق والمسالك، مما يحتم على المرشحين قطع مسافات طويلة لزيارة هذه المواقع، التي تبقى ذات أهمية في تحصيل الأصوات، التي تتنافس عليها 101 لائحة للحصول على 29 مقعدا مخصصة للجهة بالغرفة الأولى. ويرى نفس المتحدث في تصريح صحفي أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، الانتقال إلى أكبر قدر ممكن من البوادي المتواجدة بجهة طنجةتطوانالحسيمة يبقى ضرورة ملحة للمرشحين، خاصة وأن جل أقاليم وعمالات الجهة تتواجد بها جماعات قروية قد يصل الى نسبة 80 بالمائة أو أكثر من المجال الترابي العام ، كما هو الحال في اقليمشفشاونواقليموزان وعمالة الفحص انجرة واقليمتطوان وعمالة المضيقالفنيدقواقليمالحسيمة. كما تفرض شساعة الجهة انتقال المرشحين الى البوادي والتواصل مع ساكنتها، خاصة وأن البوادي المغربية بشكل عام وبوادي جهة طنجةتطوانالحسيمة تعرف عادة نسبة مشاركة عالية في الاستحقاقات الانتخابية، وهي بالتالي تشكل قاعدة ناخبة مهمة بالنسبة للمرشحين وتفرض عليهم التفاعل معها، في هذه المناسبة الديموقراطية، التي يحتاج فيها المرشح لكل الأصوات الممكن تحصيلها. ويرى الباحث أن هذه البوادي وإن كانت منطقيا قد ترجح كفة مرشح على حساب مرشح آخر، إلا أنها صعبة المنال وتتطلب جهودا مادية وبشرية ولوجيستيكية كبيرة، كما تتطلب حيزا زمنيا كبيرا، لأن ساكنة البوادي لا يكفيها المرور العابر للمرشحين من أجل ان تقتنع بالخطاب السياسي والبرامج الانتخابية، بل تجبر المرشحين على الحديث المباشر معهم وعلى ايلائهم الوقت الكافي ومناقشة أدق تفاصيل البرامج. اعتبر أن التواصل مع ساكنة البادية خلال الانتخابات في الوقت الراهن لم يعد كما كان عليه الحال في السابق، إذ كان يكفي أن يتواصل المرشح مع أعيان البوادي ووجهائها ومع أرباب الأسر لكسب الأصوات، قبل أن تتغير الأمور بشكل جدري في أحيان كثيرة، ويحتم الواقع الجديد على المرشحين مخاطبة كل أبناء القرية وإقناعهم، خاصة وأن البادية المغربية استفادت من تعميم التعليم كما عرف الوعي السياسي بها نضجا كبيرا، بفعل تطور وسائل التواصل والاتصال، وتواجد عدد كبير من الشباب خريجي مؤسسات التعليم العالي والحاصلين على شهادات عليا. وأشار الباحث في نفس الوقت الى أن المرشحين الذين سيستقطبون غالبا أصواتا كثيرة من البوادي ليس أولائك الذين غطوا كل البوادي بتنقلاتهم وحرصهم على توزيع اكبر قدر من وسائل الدعاية الانتخابية، بل أولائك الذين لم ينقطع حبل تواصلهم مع أهل البادية منذ الانتخابات التشريعية السابقة. وأمام أهمية البادية في خريطة التصويت بجهة طنجةتطوانالحسيمة، فإن المرشحين ملزمين بتكثيف تواصلهم مع ساكنة الوسط القروي وإقناع هذه الشريحة الهامة بمنح صوتها لهذا الطرف او ذاك، مهما علت درجة صعوبة التضاريس واتسعت مساحة الجهة التي لا تهون أمام كسب اكبر عدد من الاصوات. وإذا كانت هذه الصعوبات التي تواجه هؤلاء المرشحين خلال جولاتهم بالمناطق القروية خلال المواسم الانتخابية، مردها إلى وعورة التضاريس وندرة المسالك الطرقية، فإن هذه التحديات ينبغي أن تكون دافعا قويا لهؤلاء الفاعلين السياسيين، على التفاني في تنزيل برامجهم الانتخابية والعمل على تحسين ظروف هذه المناطق في أفق المحطات الانتخابية التي ستلي انتخابات 7 أكتوبر. ويدخل غمار المنافسة بمناسبة استحقاقات السابع من اكتوبر القادم، أزيد 383 مرشحا يمثلون 101 لائحة منتمية لمختلف الاحزاب الوطنية ولائحة مستقلة للفوز ب29 مقعدا مخصص لجهة طنجةتطوانالحسيمة. وتبقى أكبر الدوائر الانتخابية من حيث العدد على مستوى جهة طنجةتطوانالحسيمة هي دائرة طنجةاصيلة، التي تتنافس على الفوز بمقاعدها الخمسة 16 لائحة كلها ذات انتماء سياسي، إضافة إلى دائرة تطوان التي تتنافس على مقاعدها الخمسة 12 لائحة من ضمنها لائحة واحدة مستقلة، وكذا دائرة الحسيمة ب 12 لائحة منتمية تتنافس على 4 مقاعد، وكذا دوائر العرائش (11 لائحة/4 مقاعد) والمضيقالفنيدق (13 لائحة/مقعدان) وشفشاون (17 لائحة /4 مقاعد) ووزان (13 لائحة /3 مقاعد) والفحص انجرة (9 لوائح/مقعدان).