أعلن الأمن المغربي، مساء الجمعة، أن شبكة الاتجار الدولى للمخدرات التي تم تفكيكها الخميس، بإقليم الصحراء، يقودها مهرب من جبهة "البوليساريو"، يشتبه في علاقته بأعمال "إرهابية". وقالت المديرية العامة للأمن الوطني المغربي، في بيان لها إن "المهرب الملقب ب (الروبيو)، والذي قاد عملية التهريب التي أحبطها الجيش المغربي يوم أمس (الخميس)، معروف بأنشطته في مجال الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وأنه يشتبه في علاقته بعملية إرهابية سابقة، استهدفت اختطاف واحتجاز ثلاثة أوروبيين بمخيم الرابوني القريب من تندوف (مخيمات تقع بالجزائر ويقيم بها اللاجؤون الصحراويون تحت قيادة البوليساريو)". وعام 2011 تعرض 3 أوروبيين، إسبانيان وإيطالي، لعملية اختطاف من مخيم "الرابوني" بتندوف، على يد مجموعة إرهابية اعتدت على مقري منظمتين غير حكوميتين، يعمل لحسابها المختطفين، وأوقفت السلطات الموريتانية لاحقا عناصر من البوليساريو للاشتباه في تنفيذهم عملية الاختطاف لفائدة تنظيم إرهابي. وأضاف البيان، الذي أوردته الوكالة المغربية الرسمية، أن التحريات الأمنية "أكدت أن مالك المخدرات التي تمت مصادرتها ينحدر من شمال مالي، تعاقد مع الروبيو، باعتباره أحد المهربين المعروفين بمخيمات تندوف، من أجل تأمين عملية نقل وتهريب الشحنات المخدرة في اتجاه مالي، وذلك مقابل مبلغ مالي مهم (لم يحدده البيان)". وأبرز البيان أن "الروبيو" قام "بتوفير جميع الوسائل اللوجيستية لتأمين العملية، التي أوكل مهمة تنفيذها لمجموعة من الأشخاص المنحدرين من تندوف، وهم سائق، ومرشد يتولى تحديد مسالك التهريب، وناقلين من بينهم نجل وزير التنمية لدى جبهة البوليساريو". وأوقف الجيش المغربي، أمس الخميس، نجل وزير التنمية لدى "البوليساريو"، بسبب اشتباه في تهريبه للمخدرات، بالصحراء. وحول العملية قال بيان للمديرية العامة للأمن الوطني المغربي، إنه تم فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة بمدينة العيون (كبرى مدن إالصحراء)، وذلك على خلفية تفكيك الجيش المغربي "شبكة إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات لها ارتباط بأشخاص ينحدرون من تندوف من بينهم نجل وزير التنمية بالجمهورية الوهمية". واعتبر البيان أن "التحريات الأمنية المنجزة أوضحت أن المشتبه فيهم ينحدرون من تندوف ولهم ارتباطات داخل جبهة البوليساريو، حيث يوجد من بينهم المسمى ماجيدي إيدا ابراهيم حميم، وهو ابن المسمى إيدا ابراهيم حميم، والي سابق لما يسمى بمخيم السمارة بتندوف، ووزير التنمية حاليا بالجمهورية الوهمية". وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب و"البوليساريو" من جهة، وبين هذه الأخيرة وموريتانيا من جهة ثانية إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1979 مع مورتاينا، التي انسحبت من إقليم وادي الذهب، قبل أن تدخل إليه القوات المغربية، وتوقف مع المغرب عام 1991، بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار. وأعلنت "البوليساريو" قيام "الجمهورية العربية الصحراوية"، عام 1976من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضواً بالأمم المتحدة، ولا بجامعة الدول العربية. وفي المقابل عمل المغرب على إقناع العديد من هذه الدول بسحب اعترافها بها في فترات لاحقة، وتسبب الاعتراف من طرف الاتحاد الأفريقي سنة 1984 إلى انسحاب الرباط من المنظمة الإفريقية. قبل أن تعلن الشهر الماضي رغبتها في العودة إلى المنظمة الإفريقية من جديد. وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل حكماً ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب لها إثر انتهاء الاحتلال الإسباني. * الاناضول