رغم مرور ثمانية سنوات على تبخر حلمها ففي إقامة مشروع سياحي ضخم، كانت متأكدة أنه سيكون مربحا لها ولشركائها، وأيضا لمدينة طنجة، قررت المستثمرة الإسبانية، كارمن ميلان، إعادة إحياء قضيتها في أوساط الرأي العام، على ضوء يقينها أن المغرب اليوم في أوضع أفضل، يسمح لها باستعادة حقوقها، خاصة بعد الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش، الذي رأت فيه بمثابة "وهج أمل" بالنسبة لها. قضية المستثمرة الإسبانية المذكورة، تعود إلى سنة 2008، عندما قامت السلطات المحلية لمدينة طنجة، بإجهاض حلم إنشاء مشروع سياحي ضخم، بمعية مجموعة من أصدقائها المستثمرين، الذين انبهروا بالمؤهلات التي تزخر بها منطقة طنجة، حيث قامت الأجهزة المحلية التابعة لولاية طنجة والجماعة الحضرية، بهدم مشروع المركب السياحي، الذي كان قيد الإنشاء تحت اسم "أطلانتيك ماغانا"، بالرغم من توفرها على جميع الوثائق القانونية والمأذونيات اللازمة لتشييد مشروع كهذا. وحسب المستثمرة الاسبانية، فإن ما شجعها على إعادة إثارة مظلوميتها بعد هذه السنوات، هو الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش. "العاهل المغربي كان صريحا في خطابه عندما أكد أن المواطنين الفرنسيين والاسبان الراغبين في إحادث مشاريع بالمغرب هم تحت ضمانته بتوفير الأمن والاستقرار لهم"، تورد كارمين مانيلا، في حديثها عن القضية التي كلفتها استثمارات بالملايير ذهبت أدراج الرياح، حسب تعبيرها. وتشير المتحدثة الإسبانية، إلى أن البداية كانت عبارة عن مشروع شراكة مع مواطن مغربي، لكن سرعان ما تبين أن المعني بالأمر هو نصاب كبير معروف بمدينة طنجة، وسبق له أن تحمل مسؤوليات في المجالس المنتخبة المحلية، حيث عمد إلى تحويل أموالنا المودعة بأحد بنوك طنجة، إلى حسابه الخاص، مما خلق جوا من انعدام الثقة والأمن بيني وبين شركائي الآخرين، ما دفعهم إلى الانسحاب من المشروع. "على إثر هذه الخسارة الكبيرة، بقيت مصرة على العودة من نقطة الصفر، خاصة بعدما نجحت في إقناع شريك إسباني آخر، وقمنا سويا بإحداث شركة استثمارية قامت باقتناء بقعة أرضية بمنطقة أشقار، وهي الوعاء العقاري الذي كان من المنتظر أن يحتضن المشروع السياحي (أطلانتيك ماكانا)"، تسترسل المستثمرة الاسبانية في سرد قضيتها. وتضيف كارمن بكثير من المرارة، أنه في 26 مارس 2008، حين كانت أشغال المشروع قد بلغت مراحل متقدمة، أصدرت الجماعة الحضرية لطنجة أمرا مفاجئا بالتوقف عن البناء. "الأمر كان مفاجئا والتوقف يعني الكارثة، لكن للأسف فإن ذلك لم يكن النهاية"، تقول المستثمرة الاسبانية قبل أن تضيف "مع بداية شهر أبريل، حل بموقع المشروع عدد من موظفي الولاية والجماعة ورجال الأمن معززين بشاحنات وآليات الهدم وشرعوا في تدمير الواجهة الأمامية المكونة من مجموعتين أمام اندهاش واستغراب أصحاب المشروع ". "لم يكن هناك داعي لهذا القرار من أصله، فملف المشروع متكامل يتوفر على جميع التصاريح والرخص"، تؤكد كارمين ميلان بكثير من الاستغراب، ثم تضيف أن كل ذلك لم يشفع لها في استئناف إنجاز مشروعها، وبالتالي فكان عليها إلغاء جميع الصفقات وعمليات البيع المرتبطة به، الأمر الذي يعني خسارة كارثية. وتقدم المواطنة الإسبانية، مشروعها المنهار، في أنه عبارة عن 92 إقامة فاخرة من 200 و 300 متر مريع ، موجه لزبناء مغاربة وأوروبيين من مستوى اجتماعي عال ويجمع المشروع بين الهندسة الأندلسية وتقنيات بناء عالية الجودة وصديقة. "سأستمر في الترافع عن جميع حقوقي بشتى الوسائل المشروعة والقانونية"، تختم كارمين ميلان، حديثها عن حيثيات الموضوع مبرزة أن الوضع الحقوقي في المغرب، يبقى مشجعا لذلك، "ثقتي الكاملة في جلالة الملك محمد السادس الذي أكن له كامل المحبة و الاحترام والتقدير، وكذا اليقين في أنه سيتدخل لإنصافي من الظلم الذي لحق بي ماديا ومعنويا جراء الشطط في استعمال السلطة"، تؤكد المتحدثة في ختام كلامها.