أكد مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، رغبته في بناء شراكات وتعاون مع إحدى الوحدات الترابية في جمهورية بولونيا، بهدف تبادل واغناء تجارب الجانبين في ما يعود بالنفع على ساكنتهما. جاء ذلك في لقاء جميع يوم أمس الثلاثاء، بين رئيسة مجلس الجهة، فاطمة الحساني، وسفير جمهورية بولونيا، كرزيستوف كاروفسكي، وشكل مناسبة للوقوف على متانة العلاقات القائمة بين البلدين منذ سنة 1959، وما تمثله من أرضية صلبة لإرساء تعاون وشراكة مثمرين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك. وفي هذا الصدد، قالت الحساني، أن لقاءها مع السفير البولوني، يأتي في خضم ما تشهده العلاقات الثنائية من آفاق واعدة، منوهة برغبة شركة بولونية متخصصة في صناعة المروحيات الخفيفة، الاستثمار في هذا القطاع بالأقاليم الجنوبية، بالنظر لأجواء لاستقرار التي تنعم بها كل ربوع المملكة، مما يمثل ارضية مناسبة تشجع على جلب الاستثمارات الأجنبية. وذكرت رئيسة مجلس الجهة، بالمناسبة، بتجربة اللامركزية التي يأخذ بها المغرب منذ ستينيات القرن الماضي، والتي توجت باعتماد بلادنا الجهوية المتقدمةً، مما مكن مجالس الجهات من اختصاصات واسعة تغطي مختلف المجالات التي نفذ مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، جلها ولاسيما ما يتصل منها بإحداث مناطق للأنشطة الاقتصادية والصناعية في مختلف أقاليم وعمالات الجهة، لتوفير الأرضية المناسبة لإنعاش وجلب الاستثمار وتشجيع المقاولات . كما ذكرت بجملة من الاختصاصات الأخرى التي عمل المجلس على تنزيلها ولاسيما تطوير قطاع التكوين المهني من اجل تكوين مهارات في هذا المجال، لتكون جاهزة للانخراط في الدينامية التنموية التي تشهدها الجهة . ودعت رئيسة مجلس الجهة في هذا الصدد السفير البولوني إلى التفكير معا في خلق إطار للتعاون والشراكة بين جهة طنجةتطوانالحسيمة وإحدى الوحدات الترابية في بولونيا ، بغرض تبادل واغناء تجارب الجانبين في ما يعود بالنفع على ساكنتهما . ومن جانبه، أعرب السفير البولوني، كرزيستوف كاروفسكي، عن اعجابه بالدينامية الواعدة التي تشهدها جهة طنجةتطوانالحسيمةً، والتي تعد اولى المحطات التي دشن بها الزيارات التي سيقوم بها لمختلف جهات المملكة منذ وصوله للمغرب في اطار مهامه الدبلوماسية بالمغرب. وعبر كاروفسكي، في هذا الإطار عن انبهاره بمستوى التنمية والتقدم الذي يشهده المغرب في العديد من المجالات والتي يتقاطع فيها كثيرا مع اوربا ، وذلك منذ حوالي العشرين سنة، مبديا اعجابه الكبير بالطفرة التي سجلتها جهة طنجةتطوانالحسيمة ولاسيما مدينة طنجة التي تحتضن العديد من المشاريع المهيكلة الكبرى، ومنشات ومعالم ثقافية وسياحية وجامعية كبرى. السفير البولوني الذي بدا في هاته الزيارة ملما بما تحتويه مدينة طنجة من تجهيزات وبنيات تحتية متقدمة ومعالم أثرية وتاريخية، لكونه قضى أكثر من سبع سنوات من طفولته بطنجة رفقة أسرته، حيث كان والده يشغل مهندسا طوبوغرافيا بالمحافظة العقارية بطنجةً في ستينيات القرن الماضي، أبدى استعداده ورغبته في تطوير علاقات التعاون والشراكة مع جهة طنجةتطوانالحسيمة ولاسيما على المستوى الاقتصادي والسياحي والثقافي. ووعد في هذا الصدد بأنه سيتم تنظيم زيارات لرجال الأعمال البولونيين للجهة، بغرض استكشاف فرص الاستثمار بعين المكان، إلى جانب العمل على توقيع اتفاقية بين جامعة عبد المالك السعدي وإحدى الجامعات البولونية بهدف تعزيز البحث العلمي المشترك.