لم تمر موجة الحرائق التي عرفتها مناطق شاسعة تتبع ترابيا لإقليمالعرائش، دون أن تخلف حالة ارتباك في مختلف مناحي الحياة، بينها تلك التي طالت حركة النقل بواسطة القطارات جراء خسائر لحقت تجهيزات سككية على مستوى جماعة "اثنين سيدي اليمني" وأمس الاثنين، دبّت حالة من الرعب العارمة في أوساط المصطافين بشاطئ "بيليكروصا"،بعد إندلاع نيران مهولة في غابة الشاطئ،أتت على 3 هكتارات من الغطاء الغابوي.في الوقت الذي يعرف فيه هذا اغلمنتجع الشاطئي إقبالا دؤوبا من طرف آلاف السياح المغاربة والأجانب. وتعرف منطقة حوض اللوكوس، حرارة مرتفعة غير مسبوقة، سجلت في بعض الأحيان 40 درجة مائوية. وكانت نيران أخرى قد إندلعت في قرية "بوجديان"، يوم الأحد الماضي 8 غشت، دمّرت آلاف الهكتارات.وفي اليوم التالي إندلعت النيران في غابة جماعة الساحل، ولم تتمكن عناصر الوقاية المدنية من إطفاء النيران إلا بعد مرور عشر ساعات. ولم تتوقف الساكنة في الجماعات القروية، خميس الساحل، وبوجديان، التابعيتن لإقليمالعرائش، عن توجيه نداءات الإستغاثة عبر الفايسبوك والإتصال بمقر الوقاية المدنية، خصوصا بعد وصول النيران إلى محيط منازلهم،نتج عنها إلتهام النيران،للمحاصيل الزراعية وتدكير كوْمات التبن المخصصة للبهائم. وعن الأسباب الكامنة وراء إندلاع الحرائق، ذكرت بعض المصادر،أن الأمر يتعلق إما بتهور بعض المصطافين الذين يُصرّون على طبخ وجبات الغذاء في غابات شاطئ العرائش،أو بعض المدخنين الذين يلقون بأعقاب سجائرهم على الأرض دون إطفائها،ما يؤدي إلى إندلاع النيران في كل إتجاه،تساعدها الرياح القوية التي تهب على المدينة هذه الأيام. والرواية الثانية، أن مافيا العقار، تقوم بحرق الغطاء الغابوي، لتجعل منه وعاء عقاريا جديدا لمشاريعهم الإسمنتية.وفي هذا السياق نشر نور الدين سينان، رئيس فرع العرائش للجمعية المغربية للبيئة والتنمية،تدوينة له على الفايسبوك،طالب فيها السلطات بفتح تحقيق عاجل و نزيه للكشف عن من أسماهم ب"المجرمين"، مع نشر نتائج التحقيق للعموم . ولمّح سينان إلى "أن المستفيد الأكبر من هذه الكوارث، هي لوبيات العقار".وشكر ذات المتحدث، في نفس التدوينة،ما تقوم به سلطات دولة البرازيل، التي قامت بزرع حوالي 11 ألف شجرة و نبتة بمناسبة إفتتاح الألعاب الأولمبية.وطالب في المقابل، بتشديد العقوبة على مرتكبي جرائم حرق الغابات. وضرب مثلا بحكومة إقليم الأندلس بإسبانيا،حيث يحكم على كل من أحرق شجرة واحدة، بالسجن 10سنوات نافذة. في المقابل دعت بعض الأصوات الجمعوية من السلطات المركزية، دعم عناصر الوقاية المدنية بالمعدات من قبيل طائرات الهليكوبتر،وكذا العناصر البشرية مع تدريبها،خصوصا بعد أن لوحظ قيام أناس بإطفاء النيران بالرمال وأغصان الأشجار.وعلمت طنجة24 أن السلطات ستتشدّد في منع المصطافين، من إيقاد النيران لطبخ "الطاجين" و"التاكرة" في غابة شواطئ العرائش.