تجددت الاحتجاجات، مساء اليوم الجمعة، للأسبوع الرابع على التوالي، بخروج مئات من المتظاهرين للمطالبة بتحسين الظروف الاقتصادية ومعالجة الأزمة الناجمة عن إغلاق معبر باب سبتة. واحتشد المحتجون، خلال هذه المظاهرة، في محيط مقر جماعة الفنيدق، مرددين شعارات غاضبة تحمل المؤسسات المنتخبة مسؤولية الأزمة الخانقة، حيث نال رئيس الجماعة، محمد قروق، نصيبا وافرا من هذه الشعارات، من قبيل "قروق مشي فحال .. الفنيدق ماشي ديالك"، "سوا اليوم سوا غدا.. الحقوق ولا بد". وأبدا المتظاهرون، خلال احتجاجات الجمعة الثالثة، تمسكهم بمطلب إعادة فتح باب سبتة، معتبرين أنه الشريان الوحيد للحياة في مدينتهم. "هذا عار هذا عار .. الشمال في خطر"؛ و"علاش جينا علاش جينا الديوانة تفتح لينا"، كانت هذه بعض الشعارات التي شهدتها الوقفة. وهذه المظاهرة الحاشدة؛ هي الرابعة، من نوعها خلال الشهر الجاري؛حيث انطلقت شرارة اولى الاحتجاجات بتاريخ الرابع من فبراير الحالي؛ اعقبتها اعتقالات في صفوف عدد من النشطاء تمت محاكمة أربعة منهم وإدانتهم بستة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ. وفي محاولة منها لتخفيف حدة الاحتقان الاجتماعي، تواصل السلطات العمومية سلسلة إجراءات استعجالية لتحقيق الإنعاش الاقتصادي في مدينة الفنيدق، كانت آخرها الإشراف على إبرام عقود عمل لفائدة مئات النساء المتضررات من إغلاق المعبر الحدودي لباب سبتة. ويعاني سكان المدينة أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، منذ أن قرر المغرب إغلاق معبر مدينة سبتة نهائيا في دجنبر 2019. حيث يعتمد اقتصاد المدينة بنسبة كبيرة على أنشطة "التهريب المعيشي"، عبر نقل السلع من سبتة وبيعها داخل المغرب، إذ تشكل هذه التجارة مصدر رزق لأغلب السكان منذ عقود.