حذّر مرصد حقوقي مغربي السلطات العمومية؛ من أن تبني المقاربة الأمنية في مواجهة احتجاجات مدينة الفنيدق مشددًا على أن ذلك "لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان". جاء ذلك في بلاغ لمرصد الشمال لحقوق الإنسان، ، في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة/السبت. وقال البلاغ إن المرصد الحقوقي يؤكد أن "تبني المقاربة الأمنية لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان". ودعا ل"إطلاق سراح جميع المعتقلين ووقف المتابعات وفتح باب الحوار مع المتظاهرين والاستماع إلى مطالبهم". كما نبه إلى "خطورة" الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بمدينة الفنيدق، في ظل "عجز وضبابية وغموض في طريقة تدبير السلطات لهذه الأوضاع". وسجل المصدر ذاته تأكيد الهيئة الحقوقية على حق "الشباب والفئات الاجتماعية المتضررة مما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في التظاهر السلمي للتعبير عن مخاوفهم وآمالهم". ونفذت السلطات المغربية، مساء الجمعة، اعتقالات في صفوف المحتجين بمدينة "الفنيدق"، على تردي الأوضاع الاقتصادية، جراء إغلاق معبر مدينة "سبتة". وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي اعتقال عدد من الأشخاص (غير محدد عددهم) من ضمنهم شاب يدعى ياسين رازين، المنتمي لجماعة العدل والإحسان الإسلامية المعارضة، وسط دعوات لإطلاق سراحهم. وكان مئات المواطنين بمدينة الفنيدق، قد نظموا تظاهرة احتجاجية على تردي الأوضاع الاقتصادية، جراء إغلاق معبر مدينة "سبتة" الحدودية. ويعتمد اقتصاد المدينة بنسبة كبيرة على أنشطة "التهريب المعيشي" عبر نقل السلع من سبتة وبيعها داخل المغرب، حيث تشكل هذه التجارة مصدر رزق لغالبية السكان منذ عقود. ويعاني سكان المدينة من أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، منذ أن قرر المغرب إغلاق المعبر نهائيا في دجنبر 2019. وأظهرت مقاطع مصورة، متداولة بمنصات التواصل الاجتماعي، آلاف من سكان المدينة يرددون شعارات غاضبة، مطالبين ب"الكرامة والعمل". كما بينت ذات المقاطع، قاصرين (عددهم غير محدد) من بين المتظاهرين وهم يرمون رجال الأمن بالحجارة، بعد محاولتهم فض المظاهرة. وردد المتظاهرون، شعارات من قبيل "هذا عيب هذا عار والشباب في خطر"، وغيرها. وتأتي هذه المظاهرة، بعد نحو أسبوع من غرق شاب من الفنيدق، أثناء محاولته العبور إلى سبتة المتاخمة، سباحةً.