تصطف عشرات من سيارة الأجرة الكبيرة بمحطتها الرئيسية في مدينة الفنيدق، في ظل نقص حاد في عدد الزبائن الراغبين في خدماتها، في انعكاس واضح للأزمة الاقتصادية التي تعيشها هذه الحاضرة الصغيرة، جراء إغلاق معبر باب سبتةالمحتلة. ويشكو المهنيون حالة كبيرة من الكساد، منذ دخول قرار إغلاق المعبر الحدودي أواخر سنة 2019، وما تلاه من فرض إجراءات احترازية للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، التي تم بموجبها تقليص عدد الركاب من 6 إلى أربعة فقط. وتشير مصادر مهنية، إلى أن مدينة الفنيدق، يوجد أزيد من 400 سيارة أجرة من الصنف الأول، كانت تساهم في تلبية الطلب على خدمات النقل من وإلى المدن المجاورة، قبل أن ترخي الأزمة الحالية بتداعياتها الخانقة "لتفرمل عجلات هذه الآليات إلا لماما". " الحركة متوقفة تماما .. دورنا هو حراسة سيارات أصحابها لا أكثر"، يقول سائق سيارة أجرة ملخصا الأزمة الذي يرزح تحته القطاع في ظل الوضع الراهن. وبحسب هذا السائق فإن معبر باب سبتة كان هو شريان الذي يحرك نشاط سيارات الأجرة في المدينة. ويرسم سائق آخر، بدورة، صورة قاتمة للوضع الذي يعيشه قطاع سيارات الأجرة، مبرزا أن السائق لم يعد يجني في اليوم أكثر من 30 درهم في أفضل الأحوال، متسائلا عن قيمة هذا المبلغ أمام تحديات المصاريف المختلفة من معيشة يومية ومتطلبات الكراء والماء والكهرباء وغيرها من الحاجيات. فيما يبرز مشتغل آخر في هذا القطاع، أن جائحة كورونا فاقمت الوضع المتردي الذي بدأ مع إغلاق المعبر الحدودي، مشيرا إلى إجبارية تقليص الطاقة الاستيعابية للسيارة، وهو ما أثر بالسلب على المداخيل القليلة التي يجنيها المهنيون. أزمة خانقة ترخي بظلالها بقوة في أجواء مدينة الفنيدق التي كانت إلى وقت قريب تعج بالنشاط التجاري والاقتصادي، وضع لا يجد معه المهنيون إلا أن "يسلموا أمرهم إلى الله" في انتظار حل عاجل من طرف المسؤولين من خلال التسريع في توفير بدائل اقتصادية عاجلة لتوقف أنشطة التهريب المعيشي.