سبتة مدينة مغربية فقدت الكثير من ملامحها المغربية الاسلامية بسبب الاحتلال الاسباني، غير أن هذا الانطباع سرعان ما يتلاشى في المناسبات الدينية الاسلامية، مثل كان باديا خلال هذا اليوم، الذي هو عيد الفطر، عندما ترتدي سبتة جلبابها الاسلامي المغربي كاملا. يوم عيد الفطر يجعل المدينة مدينة أخرى، مدينة لا تختلف كثيرا عن تطوان أو باقي مدن الشمال التي تحيط بها، عادات وتقاليد متشابهة، وجلابيب بيضاء تصادفك في كل شارع بابتسامة اصحابها وتبريكاتهم. هذا الجو المختلف تساهم فيه العديد من العوامل، فالسلطات المحلية تعمل على جعل عيد الفطر مناسبة مهمة وبارزة بالمدينة، حيث تخصص مصلى خاص لأداء صلاة عيد الفطر، هو مصلى "لوما مارغاريتا" الذي يحوي أكثر من 4000 مصل. كما أن السلطات المحلية توفر وسائل النقل للمصلين، عبر الحافلات، بشكل مجاني للتنقل لأداء شعيرة عيد الفطر الاسلامية، وتسهر على مرور أجواء عيد الفطر بشكل سليم بتوفير رجال الامن ورجال الاسعاف للحيلولة دون وقوع مشاكل كيفما كان نوعها. بمعنى من المعاني، فإن الاجواء كلها تكون مناسبة لكي تتجلى مدينة سبتةالمحتلة في مظهرها الاسلامي المغربي الذي لا يختلف عن باقي المدن المغربية الاخرى، وهو أمر لا يحدث إلا في المناسبات الدينية مثل هذا اليوم، أي عيد الفطر. وما يزيد من جمالية هذه الصورة، أن المدينة تتحول إلى مدينة تستقبل الزوار من المدن المغربية الاخرى للقاء أفراد أسرهم القاطنين بسبتة، في مشهد تندثر فيه صورة الاحتلال، ولا تبقى فيه إلا سبتة متزينة في زيها المغربي الاسلامي.