كادت السيدة " خديجة " لحظة وجودها داخل المستشفى الإقليمي محمد الخامس رفقة ابنها الذي تبدو عليه علامات التعب والمرض ، أن تجهش بالبكاء بعدما أخبرها بعض المواطنين الذين ينتظرون في نفس المكان، أن جهاز السكانير متوقف عن العمل بسبب عطل أصابه فجأة. فهذه السيدة التي تقول إنها جاءت من دوار بعيد في جماعة "سيدي احساين" القروية بحاجة إلى إجراء كشف بالأشعة لابنها المريض على نحو عاجل. لكنها ستضطر الآن إلى العودة إلى مدشرها بخفي حنين لترجع في وقت لاحق إلى المدينة لعل وعسى يكون جهاز السكانير قد فارقه مسلسل الأعطاب المتكررة. حالة السيدة "خديجة" ليست الوحيدة في مستشفى محمد الخامس ممن حال تعطل "السكانير" أمام حقهم في الفحص الطبي من اجل العلاج، ففي نفس الباحة التي تلقت فيها الخبر، يجلس ويقف عشرات المواطنين الذين لهم مواعد مختلفة مع موظفي هذه المؤسسة الاستشفائية التي ليس لها من هذه الصفة إلا الاسم. فالمكان الذي ينتظر فيه المواطنون يعرف اكتظاظا كبيرا مما يتسبب في درجة حرارة خانقة بالمكان أمام انعدام وسائل التهوية والتكييف، فضلا عن الروائح الكريهة التي تنبعث من المكان.
أما في ما يخص التعطل المتكرر لجهاز السكانير، فقد أصبح هذا الأمر مسلسلا مملا لم يقم المسؤولون بوضع حد له رغم العدد الكبير من المرات التي يتعطل فيها هذا الجهاز مما يتسبب في إرباك عمليات التداوي والاستشفاء في صفوف المرضى والمصابين في حوادث مختلفة والذين يصابون بخيبة أمل عندما يصلون إلى المستشفى ويصطدمون بعدم فعالية الجهاز الطبي المذكور.
وإذا كان مستشفى محمد الخامس لا يلجه إلا الغالبية من المواطنين الذين يرزحون تحت خط الفقر، وبالتالي لا يستطيعون الاستفادة من خدمات المصحات الخاصة، فإن هذا يعني أن هذا المستشفى أصبح نقمة على هذه الفئة ومعاناة حقيقية تنضاف إلى معانتاهم مع مع القفة وفواتير الماء والكهرباء وسومات كراء مساكنهم.