انعقدت اليوم الاثنين بمدينة طنجة، أشغال المجلس التنفيذي للمركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء (كافراد). وقد تميز هذا الاجتماع ،الذي ترأسه الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة محمد مبديع ،بحضور ثمانية دول أعضاء من ضمنهم وزراء وممثل المغرب (البلد المضيف) والمدير العام ل (كافراد) ستيفان موني مواندجو . وأكد محمد مبديع ،في كلمة بالمناسبة ، أن هذا الاجتماع التنظيمي الدوري التحضيري لأشغال الدورة الرابعة والخمسين للمجلس الإداري ل(كافراد) ، يعكس الاهتمام الذي توليه المملكة لتعزيز دور الإدارة في التنمية وتجويد الخدمات المقدمة لمرتفقيها وتحديثها وبلورتها وتبادل التجارب والخبرات المتراكمة مع الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة. كما يترجم الاجتماع ،حسب الوزير ، الإرادة المشتركة لأعضاء ال(كافراد) لإعطاء دفعة قوية للمركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء للتجاوب مع الانتظارات والحاجيات الملحة للدول الإفريقية في مجال الحكامة وتقوية الكفاءات المؤسساتية وتحديث الإدارة العمومية. وفي هذا السياق ، أشار مبديع إلى أن القرار الذي اتخذه المجلس الإداري في دورته الثالثة والخمسين والمنتدى الإفريقي الحادي عشر حول تحديث الإدارة العمومية ومؤسسات الدولة المنعقد بمراكش سنة 2015 ، لخلق الجائزة الإفريقية للخدمة العمومية، يروم تشجيع الابتكار والتجديد وتجويد مجال الخدمات الإدارية العمومية الموجهة للمواطنين . وأضاف مبديع أن هذه الجائزة تسعى أيضا إلى مواكبة التطور والتجديد الحاصل في مجال الحكامة وتحفيز رجال ونساء الإدارة على الابتكار ، وتحسين صورة الخدمات الإدارية العمومية وتقوية ثقة المواطنين في الإدارة ،إضافة إلى تقاسم الممارسات الجيدة بين مكونات القارة الإفريقية. وأبرز مبديع أن إفريقيا تمر من فترة انتقالية، وفي خضم ذلك يشكل المغرب نموذجا للإصلاح وإطلاق الاستراتيجيات في عملية التحول الديمقراطي وبناء المؤسسات وإنجاز المشاريع الكبرى ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي، ومشاريع أخرى ذات بعد مجالي من قبيل مشروع الجهوية المتقدمة ، مشيرا إلى أن هذا التحول في بناء دولة المؤسسات بحاجة إلى إنشاء هياكل تنظيمية جديدة لتعزيز العلاقات بين المؤسسات العامة والإدارة العمومية وتوزيع المهام والمسؤوليات داخل المؤسسات المعنية. وأكد الوزير أن الاجتماع هو أيضا فرصة لتسليط الضوء على التجربة المغربية في العديد من المجالات، وخاصة المتعلقة بالحكامة الرشيدة وتحديث الإدارة العمومية ومكافحة الفساد، مضيفا أن جميع المشاركين في الاجتماع أثنوا وأشادوا بالتحول والتطور السياسي والديموقراطي والإداري المثالي الذي عرفته المملكة، والذي يشكل معيارا للتحديث الإداري والبناء المؤسساتي والديمقراطي على الصعيدين الإقليمي والقاري. ومن جهته ،قال المدير العام للمركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء (كافراد) السيد ستيفان موني مواندجو ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة ، إن الاجتماع يندرج في إطار سعي المركز بدعم من المغرب لمصاحبة الدول الإفريقية في استراتيجيات تحديث الإدارة العمومية وتوفير الكفاءات البشرية الضرورية لذلك ،وجعل الإدارة بشكل عام قاطرة حقيقية للتنمية المستدامة والشاملة ،مبرزا أن الاجتماع يرمي أيضا إلى دعم الإدارة العمومية لتجويد ثقافة تعاطيها مع شؤون المواطنين ومرتفقيها وجعلها في صلب التحول السوسيواقتصادي المنشود . وأضاف أن تبني مفاهيم جديدة في التدبير الإداري والحكامة الإدارية يمنح الإدارة العمومية بالقارة الإفريقية هوية خاصة في خضم المتغيرات التي يشهدها العالم بوتيرة متسارعة ، وهو ما يقتضي أيضا أن تكون الإدارة الإفريقية في عمق هذه التغيرات ومسايرة الركب بمناهج وأفكار متجددة. وخصص الاجتماع لمناقشة ودراسة العديد من النقاط تهم اعتماد جدول أعمال المجلس الإداري للمركز الإفريقي للتدريب والبحث العلمي للإنماء ومناقشة ميزانية المركز الخاصة بالفترة الممتدة من يوليوز 2015 إلى ماي 2016 وميزانية ال(كافراد) المعتمدة خلال الفترة الممتدة من يوليوز 2016 إلى يونيو 2017 . كما خصص أعضاء المجلس التنفيذي للمركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء حيزا مهما لمناقشة مختلف القضايا المرتبطة بالتنمية والتدبير الإداريين ، والدور الهام لل(كافراد) في توسيع مجالات التعاون مع جل بلدان القارة الإفريقية ، وتبادل التجارب والخبرات والممارسات الجيدة في ما يتعلق بالقدرات المؤسساتية والحكامة وتعزيز برامج التكوين والتدريب والارتقاء بالتعاون الإفريقي/الإفريقي وتشجيع الاندماج. وتدارس الاجتماع أيضا ترشيحات الجائزة الإفريقية للخدمات العمومية في نسختها الأولى ، والتي تهدف إلى تشجيع البلدان الإفريقية على المزيد من الابتكار والمبادرات التي من شأنها تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين . وستمنح هذه الجائزة للتجارب والممارسات الناجحة في مجالات "الإدارة الالكترونية ..التطبيقات الذكية والخدمات الالكترونية "و "الابتكار وتحسين جودة الخدمات العمومية " و"تعزيز مقاربة النوع في الوظيفة العمومية" . ويعد المركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء (كافراد) مركزا إقليميا متميزا لإنتاج وتبادل ونشر المعرفة في مجالات الإدارة العمومية والحكامة ،واستراتيجيات وسياسات التنمية ،كما يعمل على دعم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة الأفريقية التي تجعل منه مرجعا في مجال استراتيجيات التنمية بالقارة السمراء.