تظاهرات ووقفات إحتجاجية أمام المجلس البلدي للعرائش. إعتصام بمكتب الرئيس. ومبيت ليلي مع إعتصام لأربع وعشرين ساعة ببهو الباشوية.كانت هذه حصيلة أربعة أيام،عاشتها مكونات المجتمع المدني والسياسي بالعرائش، منذ بداية هذا الأسبوع.وكذا حالة من التعبأة والنضالية والجهوزية، لتنظيم مسيرة حاشدة يوم الأحد 29 ماي الجاري،حسب برنامج مسطر . وأصل هذه الحركية المجتمعية بدأت،يوم الجمعة الماضي، حينها صُدم المجتمع المدني المحلي،وهو الذي كان يقوم بمشاورات ماراطونية مع رئيس المجلس،وأصحاب النوايا الحسنة للتدخل وتلطيف الأجواء،بعد قيام شركة إتصالات بزرع لاقط هوائي "الريزو"،وسط الحديقة التاريخية، بالشرفة الأطلسية، الشهيرة ب"بالكون أتلنتيكو". لم يستسغ ممثلوا الجمعيات قرار زرع "الريزو"،وأعلنوا إستغرابهم من السرعة الكبيرة،التي تمت بها عملية زرع اللاقط الهوائي،تحت تعزيزات أمنية مشددة.مقابل تضحية المجلس البلدي،بكل اللقاءات التي تم عقدها بين المسؤولين والمجتمع المدني. ولمعرفة الجهة التي أشرفت على الترخيص لزرع اللاقط الهوائي الذي يبلغ طوله 30 متر،توجهت الجريدة الإلكترونية طنجة 24،لسؤال مباشر لرئيس المجلس البلدي السيد عبد الإله احسيسن،إعترف في جوابه بأنه هو من أصدر الترخيص.وعن الدوافع والأسباب التي جعلته يتخذ هذا القرار، رد احسيسن على جريدتنا " القرار جاء إستجابة لرغبة الساكنة ". وتعليقا على هذا القرار، إعتبر محمد المتوكي رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الانسان بالعرائش، ما قام به رئيس المجلس البلدي اغتيالا للمقاربة التشاركية بين السلطات المنتخبة ،و منظمات المجتمع المدني.وإعتبر المتوكي أن الرئيس إقترف جريمة في حق تاريخ و مستقبل المدينة.ودعا الجميع لتحمل مسوؤليته في إنقاذ ما تبقى من معالم المدينة التاريخية. حزب العدالة والتنمية الذي يشغل صف المعارضة بمجلس العرائش،أصدر بلاغا تلقت طنجة24 نسخة منه، دعا فيه إلى ضرورة التدخل الفوري من أجل إزالة اللاقط الهوائي ، والدعوة إلى عقد دورة استثنائية عاجلة لمناقشة مختلف التراخيص في أهم الساحات والحدائق العمومية المتواجدة بالمدينة.وندد حزب المصباح بما أسماه "خرق القانون المنظم لاستغلال الملك العام،فيما يخص ترخيص رئيس المجلس لبناء لاقط هوائي بحديقة "بالكون أتلنتيكو"، دون اتخاذ مقرر للمجلس، وهو سلوك "نعتبره مسا بجمالية المدينة وتدميرا لمعالمها التاريخية". لمعالمها التاريخية". أما حزب التقدم والإشتراكية فرع العرائش،فإعتبر في بلاغ له أن " تثبيت اللاقط الهوائي بالسياق والإخراج الذي تم به، جريمة في حق الشرفة الأطلسية،"و التي تعد "المتنفس الوحيد، الذي ظل لساكنة المدينة و زوارها".وأدان ذات البلاغ بكل العبارات "تنصل المجلس البلدي رئيسا و أعضاء بإلتزاماته التي قطعها، مع منظمات المجتمع المدني في حوار سابق".وإعتبر حزب الكتاب ما جرى بأنه " إغتيال حقوقي لمبدأ دستوري، والمتمثل في المقاربة التشاركية لتسيير الشأن العام" وأكد أن العرائش تعيش "إرتجالية،تسببت لها في أن تكون، مدينة خارج الركب التنموي،والنهضة التي تشهدها كل مدن الشمال". من جانبه إستهجن عبد الرحمان اللنجري،رئيس جمعية لوكوس للتنمية المستدامة،من زرع " عمود حديدي طويل،يخوزق الشرفة الأطلسية،مباشرة بعد الإحتفال باليوم العالمي للمعالم والمواقع التاريخية”.وأضاف بأن هدية رئيس بلدية العرائش للمجتمع المدني كانت غير موفقة. ودقّ اللنجري ناقوس الخطر من عودة "عهد العبث"،مؤكدا على أنه ما دام لم يتم تصنيف ما تبقى من المباني والساحات التاريخية بالعرائش،فسوف يقوم أنصار الحديد و”الإنوكس” الأبكم البشع،بتدمير جميع الأشكال الجمالية و الإبداعية لمدينتنا". أحمد برعوان،رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع العرائش،فذكر أنهم كهيآت، إكتشفوا أن رئيس المجلس البلدي شخص غير مسؤول،"لأنه قدّم لنا وعدا بعدم نصب اللاقط في الحديقة، لكن في اليوم الموالي "تفاجأنا بنقضه للوعد الذي قدمه لنا".وإنتقد برعوان كذلك باقي المكونات السياسية للمجلس البلدي،"لأنها صامتة، ولم تتفاعل مع قضية اللاقط الهوائي بالرفض أو القبول" وفي السياق،إتهم رئيس جمعية النضال الأخضر، نور الدين الفرتوتي ،رئيس بلدية العرائش.ووصفه بأنه شخص يتقن مناورة المجتمع المدني.وأضاف الفرتوتي "هذا الأمر مؤسف جدا". وزاد "أنظروا إلى العالم الديموقراطي، كيف يتم التفاهم بين المجتمع المدني،والهيآت المنتخبة". الفرتوتي كشف بأنهم لم يكونوا يسعون لا إلى غالب أومغلوب. وأضاف "كان همنا، هو إزالة الخطر،وإحترام المجال البيئي". لكن "إكتشفنا أن الرئيس كان هدفه ربح الوقت".وحذر ذات المتحدث،من أن المجلس البلدي يساهم في الإحتقان الإجتماعي،والدوس على إرادة المجتمع المدني". وكشف أنهم كهيآت،ليسوا ضد تقوية شبكة الإتصالات، بل فقط يرفضون وضعها في حديقة تاريخية.وقال إن نقض الرئيس لعهوده رغم اللقاءات السابقة التي جمعتهم معه،تدفع بشكل جدي، للتفكير في جدوى الإنتخابات، بل سندفع للدعوى إلى مقاطعة الإنتخابات المقبلة،" لأننا لم نعد نثق في المسؤولين". بدوره إعتبر المخرج المغربي إبن مدينة العرائش، محمد الشريف الطريبق، أن زرع اللاقط الهوائي ،بوسط حديقة الشرفة الأطلسية،"يأتي في إطار مسلسل من الهجمات، التي تستهدف الذاكرة الجماعية لساكنة مدينة العرائش".وقال الشريف الطريبق، في تصريحات أدلى بها للجريدة الإلكترونية طنجة24،أن هذا القرار لا يناسب الشرفة الأطلسية،لأنها معمولة أساسا للإستمتاع بمنظر أمواج المحيط الأطلسي، ومنظر غروب الشمس . وإحتجاجا على زرع اللاقط الهوائي أيضا،أعلن الفاعل الجمعوي عبد السلام التدلاوي،إنسحابه من هيأة المساواة وتكافأ الفرص ومقاربة النوع،التابعة للمجلس البلدي. وفي تبرير لما قام به، أكد التدلاوي أن زرع اللاقط الهوائي كشف له بالملموس، أن "تحالف الشر بالمجلس البلدي، وضع هذه الهيأة في وضعية لا تحمد عليها، وأبطل أهم بند، وهو أخذ المشورة من مكوناتها،فضلا عما قال "أن تعيين هذه الهيأة، شابته خروقات" على حد تعبيره.