فيما تتواصل الجهود لإنجاح تنظيم المغرب لفعاليات القمة العالمية حول المناخ (كوب 22) على كافة المستويات، اختارت إحدى شركات الاتصالات، معاكسة مختلف التوجهات التي تنسجم مع تنظيم هذه التظاهرة، وذلك من خلال استعداداتها لإزاحة جزء من حديقة الشرفة الأطلسية بمدينة العرائش، وزرع لاقط هوائي مكانه. وتعيش ساكنة مدينة العرائش، وخصوصا تلك المتواجدة بالقرب من محيط المشروع، على أهبة الاستعداد للاحتجاج، وصَدّ محاولات الشركة بكل الطرق القانونية،من تحقيق أهدافها المادية التي تخالف مبادئ احترام البيئة، وتحرج المغرب أمام ضيوفه العالميين،الذين سيأتون للمشاركة في مؤتمر المناخ بمراكش. ووصف نشطاء يدافعون عن البيئة، تصرفات شركة الإتصالات، بأنه يضرب في الصميم دعوات حماية البيئة، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية التي يرفعها المغرب شعارا له،طوال المدة التي تسبق تنظيم المؤتمر العالمي (كوب 22). وفي هذا الصدد أصدرت جمعية النضال الأخضر التي تهتم بقضايا البيئة، بيانا تلقت طنجة24 نسخة منه،يتهم فيها شركة الاتصالات، بمحاولة تشويه جمالية الشرفة الأطلسية، فضلا عن كون اللاقط الهوائي الذي تنوي زرعه، يشكل خطرا ومصدرا للإشعاعات والموجات المغناطيسية،التي سيطلقها على تجمعات السكان ومرتادي الحديقة،وأغلبهم من الأطفال وكبار السن. ذات الجمعية حذّرت من أن تثبيت اللاقط الهوائي، سيكون عل حساب الغطاء والنباتي الذي تحتاج له بلادنا.وفي حالة تثبيته "سيؤثر تأثيرا سلبيا على مستقبلنا". وزادت بأنه "لوحظ إستمرار التغيرات المناخية التي يعرفها المغرب،ما أدى إلى إستمرار موجات الجفاف". واعتبرت الجمعية أن تثبيت اللاقط الهوائي،وفي حالة تنفيذه ضد إرادة السكان،سيضرب في الصميم، "انخراط المغرب في كل العهود والمواثيق الدولية التي تحث على إحترام البيئة وإنقاذ كوكب الأرض" تضيف الجمعية. في السياق، إستنكرت "النضال الأخضر" قيام المجلس البلدي للعرائش، بالترخيص للشركة لكي تزرع اللاقط الهوائي. وأعلنت أنها بمعية باقي القوى الحيّة،ستنخرط في كل الأشكال التي تروم "إيقاف العملية الممنهجة الهادفة تدمير الفضاء الخضراء". وكان عشرات النشطاء الجمعويين، بينهم فعاليات تنشط في مجال حماية البيئة، قد تجمهروا يوم 29 أبريل، للتنديد بعزم شركة الاتصالات تحدي الإرادة الشعبية. في الوقت الذي تم فيه ضرب طوق أمني من عناصر القوات العمومية، حول مكان وضع اللاقط الهوائي، في محاولة لمنع المتظاهرين من الاقتراب من المكان، غير أن المحتجين الغاضبين، نجحوا في اقتحام الفضاء ورفعوا شعارات تتهم السلطات بحماية ما أسموها "مافيا العقار". من جانبه نفى النائب الثالث لرئيس المجلس البلدي عن حزب الأصالة والمعاصرة، عبد المؤمن الصبيحي، علمه بالموضوع. وقال في تصريح لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، بأن المجلس لم يرخص أبدا لشركة الاتصالات. وأضاف بأنه لم يطّلع على طلب الرخصة نهائيا. في المقابل كشف الصبيحي بأن ذات الشركة، وضعت طلبا لوضع لاقط هوائي آخر في الفضاء الغابوي "لايبيكا"، حيث سيتدارس المجلس البلدي في دورته المقبلة إمكانية الترخيص له من عدمه. وشدّد على أنه شخصيا ضد زرع اللاقط الهوائي في الشرفة الأطلسية، وأنه كممثل للساكنة يرفض الترخيص لوضع اللواقط التي تكون قريبة للتجمعات السكانية والمضرة بالبيئة. الجدير بالذكر فإن الشرفة الأطلسية "بالكون أتلانتيكو"، تعتبر منطقة بيئية تاريخية، وموروث ثقافي. وسبق لبلدية العرائش أن خصصت جزء من الحديقة، لتخليد ذكرى الصداقة المغربية الإسبانية، وعقدت في التسعينيات اتفاقية توأمة مع بلدية المونييكار بإقليم الأندلس،ولا يزال جزء من الحديقة يحمل اسم "المونييكار"