اين نحن المغاربة من” درء المفسدة قبل جلب المنفعة “ومواطنة مسؤولة مرتكزة على قيم مجتمعية راقية وخلاقة.مجريات الواقع المغربي بتفاصيله المعيشة تثبت مرة اخرى اننا بعيدون كل البعد عن سمو ومثالية الدين ويوتوبيا القيم المجتمعية والكونية.سكان حي الرياض بميدلت هم اليوم ضحايا طمع وجشع صاحب منزل قرب باشوية المدينة، الذي سمح لشركة للاتصالات بتثبيت لاقط هوائي من الحجم الكبير,فوق سطح منزله ووسط حي آهل بالسكان دون مراعاة للمضاعفات الصحية التي تترتب عن الذبذبات والموجات الكهرومغناطيسية.وقد اكدت دراسات عالمية عدة التاثير السلبي لمثل هذه اللواقط على الصحة العامة فما ادراك والحالة هذه ان من ساكنة الحي مصابين بمرض القلب وحاملون لأجهزة قياس النبضات القلبية. للإشارة هناك لاقطا ثانيا يوجد على بعد أمتار من الحي. . وتضع منظمة الصحة العالمية العديد من الشروط لتثبيت مثل هذه الهوائيات في مقدمتها، ألا يكون البرج داخل منطقة سكنية أو بالقرب من المدارس والمستشفيات، وأن يكون ارتفاع البرج أعلى من المنازل المجاورة. كما تشترط المنظمة العالمية أبضا أن يتم وضع حواجز غير معدنية من جميع الاتجاهات، وإلزام الشركات بأن يكون الحد الأقصى لكثافة القدرة لا يتجاوز 0.4 ملم وات / سم2 وفق المواصفات المسموح بها. كما أن دراسة علمية أثبتت مسؤولية هذه الأبراج في إصابة الاشخاص الذين يتعرضون لمستويات عالية من الموجات الكهرومغناطيسية من هوائيات محطات الهواتف الخلوية لأمراض السرطان،وتأثيرات أخرى تشمل وظائف الدماغ. فأين هو دور السلطة المحلية والإقليمية في معالجة الوضع ؟ وإلى متى ستستمر هذه السلطات في لعب دور المتفرج على مشاكل المواطنين وانتظار إلى من ستعود الغلبة، وكأن الحي في غابة لا تضمن فيها الحقوق ولا تحكمها القوانين، ضاربة عرض الحائط العواقب السلبية لتصرفها وصمتها هذا؟