شارك عشرات المئات من شباب "حركة 15 ماي" الاحتجاجية ليلة أمس الخميس في مسيرات حاشدة بوسط مدريد للمطالبة بإصلاحات عاجلة وللتنديد بالفساد السياسي والاقتصادي. وقد جابت هذه المسيرات عددا من الشوارع الرئيسية بوسط العاصمة الاسبانية قبل أن تنتقل إلى مقر وزارة الداخلية حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين أفراد الشرطة والمتظاهرين. وبثت القنوات التلفزية الاسبانية صورا لتدخل الشرطة المكلفة بمكافحة الشغب من أجل تفريق المتظاهرين في الوقت الذي قامت المروحيات التابعة للشرطة بالتحليق فوق المنطقة. وأدت المواجهات بن الشرطة والمتظاهرين إلى إصابة العديد من الأشخاص بجروح نقل عدد منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاجات. وقامت الشرطة الاسبانية خلال الثلاثة أيام الماضية بفرض حصار على الشوارع المؤدية إلى ساحة بويرطا ديل سول بوسط العاصمة مدريد لمنع المتظاهرين من إقامة مخيمات احتجاجية بهذه الساحة التي أصبحت منذ شهر ماي الماضي مركزا للاحتجاجات ضد الحكومة الأسبانية. وكانت قوات الامن الاسبانية قد قامت يوم الثلاثاء الماضي بتفكيك مخيمين احتجاجيين بوسط مدريد أقامه العشرات من الشباب الإسبان معظمهم من الحركة الاحتجاجية "الديمقراطية الحقيقية الآن".
وتمكنت الشرطة الاسبانية من إجلاء مجموعة من "الغاضبين" الذين كانوا يعتصمون في ممر إيل برادو وساحة بويرتا ديل سول بوسط مدريد في إطار "الحركة الاحتجاجية 15 ماي" المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية وإدانة الفساد السياسي والاقتصادي. وكان العشرات من الشبان الإسبان ينتمون إلى الحركة الاحتجاجية "الديمقراطية الحقيقية الآن" والتي أطلقت عليها وسائل الاعلام الاسبانية إسم "حركة 15 ماي" قد نصبوا منذ أواسط شهر ماي الماضي خياما بساحة "بويرطا ديل صول" وسط العاصمة الاسبانية للتعبير عن استياء الشباب من الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد. وتندرج هذه المبادرة في إطار مظاهرات شهدتها العديد من المدن الاسبانية وفي مقدمتها مدريد استجابة لنداء تم تداوله على الشبكة الاجتماعية "فايسبوك" للتعبير عن رفض اعتبار المواطنين "بضاعة في أيدي السياسيين والمصرفيين" والمطالبة بمحاسبة المتسببين في وقوع الازمة الاقتصادية التي تتخبط فيها إسبانيا مما أدى إلى ارتفاع مهول في معدلات البطالة (حوالي خمسة ملايين عاطل). كما يطالب هؤلاء "الغاضبون" بإعادة النظر في القانون الانتخابي الذي وصفوه ب "الفاسد" لكونه يساهم في تشكيل المشهد السياسي ويفرض على البلاد نظام القطبين الحزبيين. وكانت المخيمات الاحتجاجية ل"حركة 15 ماي" التي تطالب بتغيير سياسي واجتماعي عاجل في إسبانيا قد اجتاحت منذ أواخر شهر ماي الماضي العديد من الساحات الرئيسية في كبريات المدن الاسبانية.