يبدو أن الإصلاحات التي طالت مغارة "هرقل" القصية ب 14 كيلومترا غرب مدينة طنجة، لم تكن في مستوى تقلبات الطبيعة، التي أرخت بتداعياتها بشكل واضح على جنبات هذه المعلمة الأثرية، التي رصدت لها الملايين لإعادة تأهيلها. وسجلت مصادر من عين المكان، عودة التصدعات والتشققات بأماكن متعددة بداخل المغارة، لاسيما بعد التساقطات المطرية الهامة التي عرفتها منطقة طنجة، خلال الأيام الأخيرة، الأمر الذي أثار استغراب عدد من الملاحظين الذين تساءلوا حول مدى نجاعة الإصلاحات المندرجة في إطار برنامج "طنجة الكبرى"، الذي يعتبر أضخم برنامج تنموي مندمج تعرفه مدينة "البوغازّ". وتظهر صور ملتقطة من عين المكان، المنشورة من طرف جريدة طنجة 24 الإلكترونية، مدى فداحة هذه التشققات والتصدعات، التي من شأنها ان تشكل مؤشرا سلبيا على وجود اختلالات كبيرة في أشغال تأهيل "مغارة هرقل"، التي رصد لها غلاف مالي بقيمة 10ملايين درهم، لتدعيم جدرانها، فضلا عن إعادة تهيئة الفضاءات الخارجية، وبناء محلات تجارية، ومقاهي ومطاعم، وتحديث شبكة الإنارة. وقدمت السلطات العمومية، الهدف من مشروع إعادة تأهيل مغارة "هرقل"، الذي دشنه الملك محمد السادس، في أكتوبر الماضي، إلى حماية وتثمين هذا الموقع الطبيعي المصنف كتراث تاريخي، وتعزيز جاذبيته كفضاء للترفيه، إلى جانب تشجيع السياحة الإيكولوجية بالجهة والنهوض بها. وأنجز هذا المشروع، الذي كان الملك محمد السادس، قد أعطى انطلاقته في 26 مارس 2014، في إطار شراكة بين وزارة الداخلية، وعمالة طنجة- أصيلة، والجماعة الحضرية لطنجة. وتعتبر تعتبر مغارة هرقل، أكبر مغارات إفريقيا، حيث توجد فيها سراديب تمتد إلى مسافة 30 كيلو متراً في باطن الأرض، وتستقطب المغارة السياح وهواة الاستغوار منذ اكتشافها عام 1906. والمغارة التي نحتتها الطبيعة في بطن مرتفع صخري تشرف على المحيط الأطلسي غير بعيد عن بوغاز جبل طارق، حيث تلتقي مياه البحر الأبيض المتوسط بمياه المحيط الأطلسي، وتنتمي إلى مجموعة مغارات منطقة أشقار التي يعود تاريخ استيطانها إلى خمسة آلاف عام قبل الميلاد.