خطفت الأجواء الودية بين قياديين في كل من حزبي "العدالة والتنمية" و"الأصالة والمعاصرة"، الأضواء من مضمون مسرحية "العريس"، خلال عرضها بمدينة طنجة نهاية الأسبوع الماضي، وهو العرض المسرحي الذي أخرجه الفنان ياسين أحجام اقتباسا من رواية الكاتب صلاح الوديع. واحتل قياديو الحزبين الغريمين سياسيا، على رأسهم العمدة محمد البشير العبدلاوي والعمدة السابق فؤاد العماري، المقاعد الأمامية للقاعة التابعة للمعهد الإسباني "سيفيرو أوتشوا" التي احتضنت العرض المسرحي، في أجواء ودية خلافا لما يبدو عليه الأمر خلال السجالات السياسية التي يتبادلها الطرفان في مناسبات مختلفة. متابعون للعرض المسرحي، الذي نظمته مؤسسة "كاب راديو"، انقسموا في آرائهم حول الانسجام التام الذي بدا عليه قياديو كل من "الجرار" و"المصباح"، بين من اعتبر أن الاختلاف السياسي لا يعني وجود الأطراف في حالة خصومة دائمة. بينما رأى فريق آخر ، أن مسرحية "العريس"، كانت مناسبة لبث رسائل سياسية قوية من طرف الحزبين "الغريمين"، قد يكون من بينها احتمال "عقد قران سياسي" بين الحزبين بعد أن تحقق "قران ثقافي بينهما" من خلال توافق كل من ياسين أحجام عن العدالة والتنمية وصلاح الوديع عن الأصالة والمعاصرة. وفي الذي أثار فيه العرض المسرحي، حفيظة شريحة كبيرة من الحضور، الذين انصرفوا من قاعة العرض، بسبب ما تضمنته المسرحية من كلمات ومصطلحات وصفت بأنها "بذيئة" و "خادشة للحياء"، فإن ذلك لم يثر على ما يبدو شخصيات حزب العدالة والتنمية، الذي يقدم نفسه كحزب محافظ. حيث ظهر قياديوه في قمة نشاطهم خلال تفاعلهم مع فقرات العرض. وتعبيرا منه عن انطباعه حول مضمون المسرحية، كتب محمد أمحجور، النائب الأول لعمدة مدينة طنجة، "أمسية مسرحية ممتعة .. ذكريات من الزمن المغربي القاسي... مسرحية "العريس".. عن رواية العريس لصلاح الوديع وإخراج المتألق ياسين أحجام...أداء احترافي وتوليفة مسرحية بديعة لأحد أهم نصوص أدب السجون..". وأضاف أمحجور، على صفحته الرسمية بموقع الفيسبوك " وللوديع الأديب طعم آخر .. مؤكد أنه عندي أحلى من طعمه في السياسة...شكرا لصاحب النص وشكرا للمخرج وشكرا للفرقة المسرحية.. ". وتدور حكاية الفرجة المسرحية "العريس" حول حكاية "محمد" الذي اعتقل أثناء حضور حفل زفاف أحد أصدقائه، وتتمحور أحداثها حول رغبة السجانين في نزع اعترافات منه بخصوص نشاطه السياسي المحظور.