التأم أكاديميون ومحللون وفاعلون سياسيون اليوم السبت بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمدينة طنجة، لمناقشة موضوع "تخليق الحياة السياسية ورهان تأهيل المشهد السياسي بالمغرب" والوسائل التشريعية والعملية التي يوفرها دستور 2011 للرقي بالمشهد السياسي الوطني. وأكد المتدخلون خلال هذه الندوة، المنظمة من طرف ماستر تدبير الشأن العام المحلي بالكلية التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، على الدور الذي يمكن ان يضطلع به الباحثون والاكاديميون والفعاليات السياسية والاحزاب بمختلف خلفياتها الايديولوجية ومقارباتها السياسية في تخليق الحياة السياسية، وكسب رهان تأهيل المشهد السياسي بالمغرب، خاصة وان المغرب مقبل على محطة سياسية مهمة تتمثل في الاستحقاقات التشريعية القادمة والتي تعد أيضا محكا حقيقيا للنخبة السياسية الوطنية لتعزيز المؤسسات الديموقراطية والنهوض بالشأن العام السياسي الوطني كحلقة اساسية في منظومة البناء الديموقراطي بشكل عام. وأجمع المتدخلون على ان مقتضيات دستور 2011 توفر الاليات التشريعية والاخلاقية والتنظيمية لتحقيق مكسب تخليق الحياة السياسية الوطنية، داعين الاحزاب السياسية والفعاليات المدنية الى جعل محطة الاستحقاقات القادمة مناسبة لاسترجاع ثقة المواطنين في العمل السياسي النوعي والانخراط في العمل السياسي، وكذا مناسبة لافراز نخبة سياسية حزبية قادرة على مواجهة التحديات السياسية والتنموية المطروحة. كما أجمع المتدخلون على ان تخليق الحياة السياسية أساس سياسي وأخلاقي لا محيد عنه للرفع من مستوى الممارسة السياسية وكسب رهانات العمل السياسي بالمغرب، وكذا تجويد الخطاب السياسي الذي يستوعبه المجتمع بكل أطيافه ويتجاوب مع متطلبات التنمية، التي يعد العمل السياسي احد مرتكزاتها. وعن سياق الندوة، أكد عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية محمد يحيى، في تصريح بالمناسبة ، ان هذه الندوة تسعى الى المساهمة في تكريس ثقافة سياسية وطنية بمرجعية دستورية واضحة المعالم وتقوم على التنافس الشريف بين مكونات الحقل السياسي والحزبي الوطني، وكذا المساهمة في الرقي بالممارسة الديموقراطية الوطنية الناشئة والارتقاء بالعمل السياسي ليكون في صلب التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي. وأضاف ان تخليق الحياة السياسية يجب ان يقوم على الشفافية والتنافس الشريف ونكران الذات واستحضار المصلحة العامة ويؤسس لتدبير حكاماتي واضح المعالم للشأن العام، مبرزا ان الندوة تعد فرصة للشباب المغربي بشكل عام لسبر اغوار المشهد السياسي الوطني والانخراط في العمل السياسي الجاد والوقوف عند الجهود المبذولة للرقي بالاداء السياسي المؤطر. ومن جهته ،قال منسق ماستر تدبير الشأن العام المحلي بالكلية محمد العمراني بوخوبزة ،في تصريح مماثل، أن هذه الندوة الاكاديمية شكلت فرصة للخوض من الجانب العلمي الاكاديمي في موضوع تخليق الحياة السياسية الذي يستأثر باهتمام الرأي العام الوطني، وتقديم وجهة نظر الباحثين والاكادميين في العملية الديمقراطية التي تعرف تطورا ملحوظا في العقود الاخيرة والمساهمة في الدينامية التي يعرفها المشهد السياسي الوطني. وعرفت الندوة فقرة خاصة لتكريم بعض الشخصيات السياسية والحزبية الوطنية، وهم السادة محمد بنسعيد آيت يدر وعبد الواحد الراضي واسماعيل العلوي .