سجل نحو 5.2 مليون أمريكي جُدد أنفسهم للحصول على إعانات البطالة في الأسبوع الماضي، في وقت ما زالت الأعمال والمصالح التجارية مغلقة، في ظل الإغلاق الناجم عن تفشي فيروس كورونا. وبذلك يرتفع عدد الطلبات على إعانات البطالة التي قدمت إلى وزارة العمل الأمريكية خلال الأسابيع الأربعة الماضية إلى أكثر من 20 مليون طلب. ويعادل هذا الرقم تقريبا عدد الوظائف التي أضافها أرباب العمل على مدى العقد الماضي. وتأتي هذه الأزمة الاقتصادية في الوقت الذي يتجاوز فيه عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد 629 ألف إصابة. ويشكل ارتفاع معدلات البطالة انتكاسة كبيرة لأكبر اقتصاد في العالم، حيث كان معدل البطالة يقارب نحو 3.5 في المئة. ويتوقع خبراء الاقتصاد الآن أن يكون هذا المعدل قد بلغ 20 في المئة. وقد انخفض عدد الطلبات الجديدة البالغ عددها 5.2 مليون طلب في الأسبوع المنتهي في 11 نيسان/أبريل الجاري عن عدد ال 6.6 ملايين طلب في الأسبوع السابق، بيد أن هذه الأرقام لا تزال تضرب الأرقام القياسية السابقة. ويحذر العديد من خبراء الاقتصاد من أن هذه الأرقام المرتفعة سوف تستمر، حيث يتوقع باحثو مصرف غولدمان ساكس تقديم نحو 37 مليون طلب بحلول نهاية مايو/أيار المقبل. وقال مارك هامريك، كبير المحللين الاقتصاديين في”Bankrate.com”: “يتم تحطيم الأرقام القياسية ذات اليمين وذات اليسار فيما يتعلق بعمق واتساع الانكماش الحالي”. ويضيف قائلا: “إنه مع عدم وجود نهاية فورية في الأفق للجهود الرامية لاحتواء انتشار الفيروس وتأثيره، فإنه من المستحيل أن نرى صعودا ً على المدى القريب في آفاق التوظيف”. “الهاتف يدق ويدق” يتوقع خبراء الاقتصاد أن يكون معدل البطالة في أمريكا قد بلغ 20 في المئة بعد أزمة كورونا وقالت سلسلة متاجر الإلكترونيات “بيست باي” هذا الأسبوع إنها سوف تعطي إجازة لأكثر من 50 ألف موظف، في حين أعلنت شركة العبارات “رويال كاريبيان كروزس” أنها ستقلص أو تُعلق حوالي ربع قوتها العاملة في الولاياتالمتحدة. ويتزامن ذلك مع انخفاض مبيعات التجزئة بنسبة قياسية بلغت 8.7 في المئة، في حين انخفض الإنتاج الصناعي لأقصى درجة منذ 74 عاما. وقد وسعت الولاياتالمتحدة برنامجها لإعانة البطالة، مما جعل المدفوعات أكبر وبات المزيد من الناس، ومن بينهم العاملون لحسابهم الخاص، مؤهلين للتقدم للحصول عليها. وهكذا تدفقت الطلبات على المكاتب المعنية في أنحاء البلاد، والتي أصبحت مكتظة بها. وقال غلين هوكر، المالك المشارك لصالون حلاقة مغلق الآن في فرجينيا، إنه تقدم بطلب للحصول على إعانة البطالة، كشخص يعمل لحسابه الخاص، مرتين على الأقل وتم رفضه، وعندما اتصل لمعرفة السبب لم يتمكن من الوصول إلى أي شخص. وقال هوكر، البالغ من العمر 49 عاما: “يدق الهاتف ويدق ويدق” و لا رد. “أسوأ وأسوأ” سرح صاحب المطعم جورج كونستانتينو الشهر الماضي معظم العاملين لديه وعددهم 130 شخصا، وهم يعملون في المطاعم الأربعة التي يملكها في نيويورك ونيوجيرسي، واحتفظ بمجموعة أساسية لمواصلة القيام بأعمال الطهي والتوصيل. وقال إنه يتوقع أن تسمح هذه الخطوة لأعماله التي شهدت انخفاضا في المبيعات بنحو 80 في المئة في الأسابيع الأولى، بالحفاظ على المال والعمال للحصول على بعض الأجور على الأقل. وأضاف قائلا: ” بأمانة اعتقدت أن الأمر سيستغرق أسبوعين، ثم أخذت الأمور تسير من السيء للأسوأ فالأسوأ”. ووسط التأخير في تجهيز طلبات الإعانة، التمس بعض الموظفين مساعدته في التقدم بطلب للحصول على كوبونات المساعدات الغذائية. وإذا طال أمد الانكماش الاقتصادي، فإن إعادة توظيف الجميع قد لا يكون لها معنى، حتى بعد أن يتمكن من إعادة أعماله بالكامل. ويقول: “إنه في هذه المرحلة، علينا أن نتابع الأمر يوما بيوم تقريبا، لتبين ما يحدث”. ومن المتوقع أن يصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “مبادئ إرشادية جديدة” لإعادة فتح الاقتصاد في بعض مناطق البلاد، حيث يعتقد الخبراء أن معدل العدوى بفيروس كورونا بات تحت السيطرة. وكان ترامب قال الأربعاء “يجب ان يكون هناك توازن، وعلينا العودة إلى العمل”.