يشكل فيروس زيكا -الذي ينقله البعوض وينتشر بسرعة في أميركا الجنوبية- خطرا محتملا على الحوامل وقد يتسبب في بعض الحالات بمضاعفات بالغة لدى المواليد رغم أن أغلب المصابين به قد لا يشعرون بأعراض شديدة، وحاليا لا يوجد له أي علاج أو لقاح. ويثير الفيروس قلقا بشكل خاص نظرا لوجود "شكوك قوية" بأنه يسبب مضاعفات عصبية لدى المصابين وتشوهات خلقية لدى الأجنة، ونظرا لارتفاع عدد هذه التشوهات أعلنت منظمة الصحة العالمية في الأول من فبراير/شباط الجاري الفيروس "حالة صحية طارئة على المستوى الدولي". ورصد فيروس زيكا لأول مرة في أوغندا في 1947 لدى قرد، وأطلق عليه اسم غابة زيكا الواقعة جنوبي كمبالا. وينتمي زيكا إلى عائلة الحميات الصفراء "فلافيريداي" مثل فيروس الضنك والحمى الصفراء، وسجلت أول إصابة به لدى البشر في 1968، وفق منظمة الصحة العالمية. وينتقل زيكا عبر لسع البعوض الزاعج الذي ينقله من مريض إلى شخص سليم فيصيبه بالمرض، وسجلت كذلك إصابات عن طريق الاتصال الجنسي. وفي 70 إلى 80% من الحالات لا يصاب المرضى بأعراض، وتشبه أعراض زيكا أعراض الرشح مثل ارتفاع الحرارة والصداع والإرهاق مع طفح جلدي، كما يمكن أن يصاب المرضى بالتهاب في جفن العين أو بألم خلف العينين أو بتورم في اليدين والقدمين. كما حدد الأطباء نوعين من المضاعفات البالغة المحتملة للعدوى بفيروس زيكا، وهما المضاعفات العصبية (متلازمة غيلان باريه)، وتشوهات أجنة الحوامل المصابات (الصعل)، ولكن لم يتم حتى الآن تأكيد العلاقة السببية بين الفيروس وهذه المضاعفات. إذ قال أطباء في البرازيل وبولينزيا الفرنسية إن بعض المرضى ظهرت عليهم أعراض متلازمة غيلان باريه العصبية، وهي من أمراض المناعة الذاتية، وتظهر على شكل ضعف أو شلل تدريجي في الأطراف. وسجلت حالات صغر الرأس وضعف نمو الدماغ لدى أجنة ومواليد خلال الانتشار الوبائي لزيكا في بولينيزيا والبرازيل. وأفادت دراسة أجريت في البرازيل بأن مخاطر التشوه لدى الأطفال تزداد عندما تصاب الأم بالفيروس خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. ونصحت حكومة كولومبيا الأزواج بتأجيل الحمل لأشهر عدة، والسلفادور لفترة سنتين، في حين نصحت دول أخرى -مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا- الحوامل بعدم التوجه إلى البلدان المصابة.