ترجمة : هدى الأندلسي زيكا فيروس وباء جديد، ينتشر بسرعة مقلقة عبر العالم بتأثيرات مرعبة منها التسبب في تشوهات الأجنة.. الفيروس ينتشر حاليا في أمريكا اللاتينية والكاريبي وحالات في أوروبا بدأت في الظهور وسط تخوفات من كارثة وبائية جديدة... هل هو وباء «متفجر»، تساءلت بقلق المجلة الطبية نيو انغلاند في 13 يناير الماضي. فيروس زيكا اكتشف بالصدفة منذ أكثر من خمسين عاما، وظل لفترة طويلة محصورا في عدد قليل من المناطق الصغيرة، ويعتبر حميدا حتى عند تفشي الأوبئة الرئيسية الأولى في 2007 و 2013، إلا أنه الآن يخلق الرعب في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. وهو وضع جعل بعض الدول مثل كولومبيا والسلفادور تنصح النساء بتأجيل مشاريعهن للحمل، وذلك لسبب وجيه: فالوباء، الذي ظهر في ماي 2015 في البرازيل يتقدم الآن بسرعة كبيرة، له مضاعفات عصبية عند الأطفال الذين أصيبت أمهاتهن أثناء الحمل. يجب وضع الأمور في نصابها»، يطمئن أرنو فونتانيت، مدير وحدة الأوبئة والأمراض الناشئة في معهد باستور« في باريس. زيكا مرض خفيف في الغالبية العظمى من الحالات، ومع ذلك، هناك اثنان من المضاعفات النادرة التي تعقد الوضع: متلازمة غيلان باري وخطر صغر الرأس لدى الأجنة التي كانت أمهاتهم مصابات بالداء أثناء الحمل». العلاقة بين عدوى زيكا أثناء الحمل وصغر حجم الرأس لا يزال مجرد شك، وفقا للموقف الرسمي لمنظمة الصحة العالمية. لكن أرنو فونتانيت يؤكد «لدينا من جهة أدلة وبائية، مع تصادف وباء زيكا وزيادة أعداد تشخيص حالات صغر الرأس، ومن جهة أخرى المزيد والمزيد من «تقرير حالة»، مع أدلة من الفيروس في السائل الأمينوتي، الذي يحيط بالجنين لدى أمهات الأطفال المرضى أو مع أجنة ولدت ميتة.» ويرجح الخبراء أن يكون الفيروس انتقل إلى البرازيل في نهائيات كأس العالم، ثم توسع بسرعة حيث ظهر الفيروس في عشرين بلدا الآن. في غيانا، هناك 45 حالة مؤكدة. وفي منطقة بحر الكاريبي، ظهرت الحالات الأولى في جزر المارتينيك أوائل دجنبر وبعد أقل من شهر ونصف، بلغ العدد ما مجموعه 102 حالة مؤكدة بينها 55 الأسبوع الماضي، و1255 حالات مشتبه فيها تنتظر التشاور كما يقول كريستيان اورسولي، المدير التنفيذي لمؤسسة الصحة الإقليمية للمارتينيك. وإذا واصلت الحالة الوبائية في المارتينيك نفس الدينامية التي وقعت في بولينيزيا الفرنسية في 2013، يمكن أن يصيب فيروس زيكا ما يقرب من 50 ألف شخص في غضون ستة أشهر. وقد تأكدت حالة واحدة في غواديلوب وأخرى في سانت مارتن. «من خلال التجربة، فإنه عادة ما تكون هناك فترة شهر بين الأوبئة في جزر المارتينيك وغواديلوب»، يشرح اورسولي. وقد أعلن محافظ المارتينيك، فابريس ريغولي-روز، الاربعاء الماضي «المستوى الثالث من برنامج الرصد والإنذار وإدارة الطوارئ، وذلك لتعبئة جميع الفاعلين والمسؤولين». كما تم الدعوة إلى توعية السكان وجعلهم على بينة من المخاطر وسائل الوقاية والتحكم من خلال حملة إعلامية. وقد تم تجنيد 40 متطوعا لزيارة الناس. وفيما يتعلق بالحوامل، تم خلق لجنة متابعة مع ممثلين من جميع المهن ذات الصلة (الصيادلة وخدمات رعاية الأمومة وأمراض النساء والولادة ...). «هدفنا هو استفادة كل الحوامل من الفحوص، في حين لا يتم عادة متابعة حالات حوالي 10٪ خلال فترة الحمل». وأوصت المديرية العامة للصحة بتعزيز المراقبة الطبية لأولئك الذين يعيشون في المناطق المتضررة من هذا الوباء، وتنصح الحوامل أو من يخططن للحمل والراغبين في السفر إلى المناطق المتضررة تأجيل خطط سفرهم، أو استشارة الطبيب قبل المغادرة. ويقول الخبراء إن وصول الفيروس إلى المدينة هو وربما مسألة وقت فقط. خصوصا أن البعوض- النمري، أحد الناقلات المحتملة لفيروس زيكا موجود على جزء كبير من الأراضي. «موسم العدوى يمتد من ماي إلى نونبر، وخصوصا من غشت إلى شتنبر»، يؤكد أرنود فونتانيت. أما الدليل على اقتراب العدوى هو تأكيد حالتي زيكا في إسبانيا من قبل السلطات الصحية، حسب ما ذكرته صحيفة الباييس. – من أين يأتي فيروس زيكا؟ اسم الفيروس يأتي من غابة في أوغاندا وقد تم التعرف عليه لأول مرة في 1947 لدى نوع من القردة، ثم في العام التالي في البعوض الإفريقي. وقد كان اكتشافا عرضيا في سياق مراقبة الحمى الصفراء. أما العدوى البشرية لأول مرة فكانت في 1954، نيجيريا. – كيف ينتقل الفيروس؟ زيكا من الفيروسات المنقولة بالمفصليات، والتي تحملها الحشرات الماصة للدماء، وأساسا بعوض أيديس الموجود في مجالات متنوعة على نحو متزايد. عند عض مريض بواسطة بعوضة، تصيبه العدوى ويصبح ناقلا للمرض. ولكن هناك وسائل أخرى لانتقال الفيروس، بما في ذلك الاتصال الجنسي أو فترة الولادة (من خلال المشيمة أو أثناء الولادة). – ما هي الأعراض؟ تشخيص عدوى فيروس زيكا هو أبعد ما يكون عن البساطة. أولا، لأن ما يقارب 80٪ من المصابين ليس لديهم أية أعراض، وهذه الأعراض ليست خاصة ومميزة جيدا. يتم تعريف الحالة المشتبه بها سريريا من خلال وجود طفح جلدي مع أو بدون حمى، برفقة اثنين على الأقل من العلامات، بما في ذلك احتقان الملتحمة (العين الحمراء)، وآلام المفاصل أو العضلات. وفقط من خلال اكتشاف الفيروس في الدم أو البول، يمكن تأكيد الإصابة بزيكا.