لا يدرك الكثير من الأشخاص الدين يمارسون الرياضة بشتى أنواعها خاصة المبتدئين منهم مدى أهمية عملية الإحماء Echauffementويظهر ذلك من خلال الطريقة أو الوقت الذي يقضونه أثناء عملية الإحماء, بحيث لا تتعدى فترة الإحماء لدى البعض 5 دقائق, وهذا الوقت غير كاف لتهيئة الجسم لممارسة التمارين الرياضية, لأن ذلك قد يعرض الجسم إلى مخاطر عديدة. ومنهم من يطيل عملية الإحماء ويرفع من وثيرة الحركات بشكل مفاجئ حتى تصبح أحياناً عملية التسخين بحد ذاتها تمارين رئيسية, وبالتالي إنهاك الجسم بسرعة. فعملية الإحماء هي مجموعة من الحركات التي تمارس بالتدرج لنقل جسم الرياضي من حالة راحة إلى أن يصبح مهيئا بدنيا ونفسيا وفسيولوجيا لبدأ التمارين الرياضية الأساسية, وقد تختلف نوعية حركات الاحماء التي يقوم بها الرياضي على حسب الرياضة التي يمارسها, وينقسم الإحماء إلى نوعين ما هو عام وما هو خاص. فبالنسبة للإحماء العام: فهو يهدف إلى إعداد الجسم بشكل عام, وذلك من خلال أداء بعض الحركات التي من شأنها أن ترفع من حرارة الجسم جراء الانقباضات العضلية, ويتم عن طريق بعض التمرينات كالجري الخفيف او بعض الحركات "تمرينات الرشاقة" من أجل مد العضلات وبالخصوص العضلات الصغيرة منها. أما الإحماء الخاص: فهو يهدف إلى تحقيق التوافق بين الجهاز العصبي والعضلات المستهدفة خلال التمرين مع الأخذ بالاعتبار على أن تكون تمرينات الإحماء التي سيؤديها الرياضي متشابهة للنشاط او التمارين الرياضية الرئيسية. مثال بسيط على هذا تمارين الفخذين بالنسبة للفتنس أو كمال الأجسام, فالإحماء يكون مركزاً بالدرجة الأولى على الفخذين والعضلات المتحكمة فيها. فبحسب الخبراء في مجال الرياضة فإن مدة الإحماء يجب أن لا تقل عن 15 دقيقة, وأن تكون بوثيرة متصاعدة حتى يتسنى للجسم أن يرفع من درجة حرارته دون أن يفقد الكثير من الطاقة أثناء فترة الإحماء, وإذا ما أردنا أن نعرف مدى أهمية الإحماء على الجسم, فإنه يتطلب منا أن نعرف ماذا يحدث أثناء الإحماء "بالطريقة الصحيحة" فعندما تهيئ العضلات وترتفع درجة حرارة الجسم يحدث التالي - تنظيم عملية التنفس - زيادة جريان الدم في العضلات لأنها مهيأة مسبقا للتمارين مما يحسن من أدائها وكذلك خفض احتمالات الإصابات خاصة على مستوى الأربطة و الأوتار. - زيادة سرعة نقل الإشارات العصبية مما يسهل على الشخص التحرك بسرعة أثناء التمارين الرئيسية - زيادة سرعة انقباض العضلات وانكماشها - تفادي نقص التروية أي ضخ كمية كبيرة من الدم إلى شرايين عضلة القلب - إضافة إلى العامل النفسي زيادة الثقة في النفس أثناء التمارين فكل هذه الأمور التي تحدث بالجسم أثناء الإحماء, من شأنها أن تعمل كحماية للرياضي من عدة مشاكل وأخطار تحدق به أثناء المجهود البدني الكبير, لأنه كلما كان الجسم مهيئاً لحمل الثقل أو الضغط على بعض العضلات المستخدمة في التمارين الرئيسية كلما كانت نسبة الإصابة بالشد العضلي الفجائي أقل أو التمزق العضلي الذي ربما في حالة حدوته تطلب أشهراَ لعلاجه. لاشك فيه أن من بين الكثيرين ممن نعرفهم ينقطعون بشكل فجائي عن ممارسة الرياضة, وقد يكون سباب انقطاعهم راجع إلى عدم احترامهم للطريقة الصحيحة للتمارين, أو أنهم لم يعطوا أهمية للإحماء والدخول في التمارين الرئيسية مباشرة مما قد يحدث لهم ذلك ضرراً في أنسجتهم العضلية, وبالتالي انقطاعهم عن الرياضة. فنصيحة "لا تستهن بفترة الإحماء"