قبل فترة، تداول ناشطون في مدينة طنجة صورة لطفل حديث الولادة، ملقى به في حاوية نفايات، على "فيسبوك". هذا الرضيع كان قد توفي، وقد عثر عليه أحد الأشخاص وهو يبحث عن شيء ما في القمامة. وتقول مديرة جمعية دار الحضانة للأطفال المتخلى عنهم، خديجة البوعبيدي، إن هناك أسبابا عدة لترك أطفال في الشوارع بمحاذاة المساجد أو حاويات القمامة، منها الفقر والأمية. تضيف أن بعض الشباب يعدون الفتيات بالزواج، ثم يتخلون عنهن، ما يجبر الأم العازبة على التخلي عن طفلها خوفاً من الأهل والمجتمع، لافتة إلى أن بعض العائلات قد لا تتردد في قتل بناتها. وتوضح أن بعض الفتيات يأتين إلى المدينة من خارج طنجة لإخفاء مسألة الحمل والولادة عن عائلاتهن. وعندما يرغبن في العودة، يتركن الأطفال ليبدأن الحياة من جديد. في طنجة أربع جمعيات على الأقل تعنى بالأطفال المتخلى عنهم. كانت البوعبيدي قد أسست جمعيتها عام 1987، بهدف حماية الأطفال وتوفير احتياجاتهم. كانت تستقبل الرضع، قبل أن تستقبل الأطفال حتى سن السابعة. تهتم بتأمين الغذاء والتعليم والترفيه لهم، شرط أن يسمح وكيل الملك بالأمر، أو بأمر من الشرطة. تضيف أن خروجهم من الجمعية يحصل أيضاً بعد موافقة الوكيل. وعلى الرغم من نشر صور لأطفال متروكين بين الحين والآخر، تقول البوعبيدي إن الظاهرة إلى تراجع بسبب زيادة مستوى الوعي وملاحقتهم من قبل الشرطة. وتوضح أن "الأم العازبة بدأت تعرف حقوقها"، مشيرة إلى أن "بعض الفتيات يأتين إلى الجمعية وننصحهن بالإبقاء على أطفالهن. لكن حين لا تسمح ظروفهن وإمكانياتهن، نحتضنهم". في دار الحضانة 53 طفلاً، علماً أن بعض العائلات تتكفل بهم في وقت لاحق. وتشير البوعبيدي إلى أن معظم الأمهات أو العائلات التي تتخلى عن أطفالها لا تطالب باسترجاعهم، باستثناء حالة واحدة لأم أرادت استعادة ابنها من العائلة التي كفلته، وما زالت القضية عالقة في المحكمة. وعادة ما تحرص على تأمين عائلات لكفالة الأطفال، حتى لا يضيع مستقبلهم. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن للعائلات أو النساء اللواتي لم يتزوجن أن يكفلن طفلاً متخلى عنه، شرط أن يكن قادرات على رعايتهم من الناحيتين المادية والمعنوية، وأن يكون لديهن عمل وراتب جيد. كذلك، تسعى الجمعية إلى تسليم الأطفال لعائلات لا تزيد أعمار أفرادها عن الخمسين عاماً. (*) عن صحيفة "العربي الجديد"