تستغل بلدان كثيرة طبخها كفن ومؤشر للتنمية والجذب السياحي، وهو أمر أدركه المغرب منذ زمن بعيد، ويقدمه اليوم في جناحه في الدورة ال36 للمعرض الدولي للسياحة بمدريد (فيتور 2016) حيث يقدم لزواره أطباقا مغربية أصيلة وعريقة. ويقدم جناح المغرب المقام على مساحة 400 متر مربع، خلال دورة هذه السنة من فيتور(20 إلى 24 يناير الجاري) أطباقا من المطبخ المغربي التقليدي يعدوها طهاة مغاربة بعين الممكان، في عرض ذواقي يسحر الناظر ويبرز المعيش اليومي المغربي العريق والمتعدد بروافده. أطباق أكسبت الطبخ المغربي شهرة عالمية، بدءا ب"طاجين اللحم" الشهير، و"بريوات المحشوة باللحم المفروم أو الدجاج"، مرورا ب"الكسكس"، والتي يجري إعدادها بجناح المملكة في فيتور 2016، ويستمتع بها زواره، بغية تمكينهم من فكرة مسبقة عما يمكنهم تذوقه خلال مقامهم بالمغرب. وأظهر الفاعلون السياحيون، من خلال هذه المبادرة، أنهم يولون أهمية كبيرة لجانب الذواقة كعامل في تعزيز وترويج الوجهة المغربية عبر العالم، كما تقوم بذلك الكثير من البلدان، لاسيما إسبانيا، التي تستضيف عاصمتها فعاليات هذا المعرض الدولي للسياحة. ويرى مندوب المكتب الوطني المغربي للسياحة بإسبانيا، محمد صوفي، أن "الذواقة جزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية"، خصص لها جناح المغرب في فيترو، حيزا ومساحة مهمين لإطلاع زواره على طريقة وكيفية إعداد الوصفات المغربية العريقة ك"البسطيلا" و"الكسكس". وأردف أن الفضاء المخصص للذواقة داخل جناح المغرب في فيتور 2016 يشهد إقبالا كبيرا للزوار من كل الجنسيات والأعمار، مشددا على أن هذه المبادرة لا تبرز فقط قيمة وثراء وتنوع المطبخ المغربي ولكن تعرف، أيضا، بحرارة الاستقبال وكرم الضيافة التي يتفرج بها المغاربة. وتابع مندوب المكتب الوطني المغربي للسياحة بمدريد أن زوار جناح المغرب في هذا المعرض الدولي تذوقوا، أيضا، هذه الأطباق اللذيذة والعريقة، وبالتالي الاطلاع، بأنفسهم، على نكهة ومكونات المطبخ المغربي الشهير والمعترف به في جميع أنحاء العالم. وأشار إلى أن الفضاء المخصص ل"عرض الطبخ والذواقة" المغربيين بجناح المغرب شد إليه الكثير من زوار فيتور 2016، مبرزا أن هذه المبادرة لا تقدم، فقط، ثراء وتنوع فن الطهي بالمملكة، وإنما أيضا حرارة الترحيب وكرم الضيافة التي يتميز بها الانسان المغربي. كما يستقبل جناح المغرب، الذي أقامه المكتب الوطني المغربي للسياحة بفيتور 2016 بشكل يبرز فن المعمار وغنى الصناعة التقليدية المغربية، لأول مرة فرقة الرقص "الكدرة" طيلة أيام دورة هذه السنة، وذلك بغية جعل زواره يكتشفون هذه الرقصة العريقة القادمة من الأقاليم الجنوبية للمملكة. وقال السيد الصوفي، في هذا الصدد، "أردنا هذه السنة تسليط الضوء على التراث الثقافي لجنوب المغرب من خلال هذه الفرقة للرقص التقليدي، التي اشتق اسمها من دف الكدرة المصنوع من الطين، وهو فن يعد جزء من التراث الثقافي للأقاليم الصحراوية". وأثبت فن الطبخ أنه يمكنه تحفيز فئة معينة من السياح على اختيار مكان للإقامة، وقد أدركت وكالات الأسفار وشركات السياحة المغربية هذا الرهان ويعتزمون الاستفادة من الفرص التي تتيحها هذه السوق، خصوصا وأن المطبخ المغربي يعد من بين الأغنى في العالم. وليس من قبيل الصدفة أن يصنف المطبخ المغربي، الغني بتوابله وأذواقه وبأطباقه العطرة والمتعددة، من قبل الاخصائيين كثاني أو ثالث أفضل ذواقة في العالم لسنوات عديدة. (*) و م ع